مصطلح الحديث 4

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



§ ماهو الحديث العزيز؟
لغة: هو صفة مشبهة من عزَّ يعِزُّ أي قلّ وندر، أو من عزَّ يَعَزُّ أي قوِيَ واشتد، وسمي بذلك لقلة وجوده وندرته وإما لقوته بمجيئه من طريق آخر، لأن الحديث الغريب يكون من طريق واحد، أما الحديث العزيز فيجيء من طريقين فكأنه يعزِّزه، أي يعزِّز الحديث الغريب.
اصطلاحا: هو أن لا يقل عدد رواته عن اثنين في جميع طبقات السند، يعني أن لا يوجد في طبقة من طبقات السند أقل من اثنين، أما إن وجد في بعض طبقات السند ثلاثة فأكثر فلا يضر، بشرط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها اثنان لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند
ومثاله ما رواه الشيخان من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"[1]، رواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب. إذن الحديث رُوِي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أنس ومن طريق أبي هريرة؛ الآن من طريق أنس رواه قتادة وعبد العزيز بن صهيب؛ ورواه عن قتادة شعبة وسعيد، ورواه عن عبد العزيز إسماعيل بن علية وعبد الوارث ورواه عن كل جماعة.

§ ماهو الحديث الغريب؟
لغة: صفة مشبهة بمعنى المنفرد أو البعيد، رجل غريب عن أقاربه أي بعيد عن أقاربه.
اصطلاحا: هو ما ينفرد بروايته راو واحد.
إذن هذا الحديث الغريب ما رواه أو تفرّد راوٍ واحد.
كثير من العلماء على الغريب اسما آخر وهو الفرد

ماهي أقسام الغريب؟
الغريب المطلق وهو ما كانت الغرابة في أصل سنده أي ما ينفرد بروايته شخص واحد في أصل سنده مثل حديث "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، هذا يسمى الغريب المطلق لأن التفرد من أصل السند
الغريب النسبي أو الفرد النسبي: هو ما كانت الغرابة في أثناء سنده أي أن يرويه أكثر من راوٍ في أصل سنده ثم ينفرد بروايته راوٍ واحد عن أولئك الرواة،
مثل حديث مالك عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر، -المغفر يعني الخوذة التي توضع على رأس المحارب-، أي دخل مكة وهو غير محرم هذا هو المعنى، تفرد به مالك عن الزهري وسمي هذا القسم بالغريب النسبي لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلى شخص معين وهو تفرد مالك عن الزهري رحمة الله عليه.

ماهي أنواع الغريب النسبي؟

- تفرد ثقة برواية الحديث، كقولهم لم يرويه ثقة إلا فلان؛
- أو تفرد راو معين عن راو معين وإن كان مرويا من وجوه أخرى، مثل ما نقول تفرد به فلان عن فلان؛
- أو تفرد أهل بلد عن أهل بلد كقولهم تفرد به أهل مكة أو أهل الشام يعني هذا الحديث فقط لأهل مكة أو هذا الحديث لأهل الشام؛
- أو تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخرى نقول تفرد أهل الشام عن أهل الحجاز يعني الحديث تفرد به أهل الشام عن أهل الحجاز.


§ متى يكون خبر الآحاد مقبولا ومتى يكون مردودا؟
المقبول:
المقبول ما ترجح صدق المخبر به.وحكمه وجوب الاحتجاج والعمل به؛ فإذا ترجح لي أن هذا الذي أخبرني بهذا الخبر صادق فيجب أن أحتج وأعمل بهذا الخبر.
المردود:
المردود هو ما لم يترجح صدق المخبر به.وحكمه أنه لا يحتج به ولا يجب العمل به

ماهي أقسام الخبر المقبول ؟
- الحديث الصحيح ينقسم إلى قسمين صحيح لذاته وصحيح لغيره.
- الحديث الحسن أيضا ينقسم إلى قسمين الحسن لذاته والحسن لغيره.

§ ماهو الحديث الصحيح؟
لغة: الصحيح هو فعيل بمعنى فاعل ضد السقيم وهو حقيقةٌ في الأجسام مجازٌ في الحديث، لمَّا نقول هذا حديث صحيح أو هذا إنسان صحيح فمعنى ذلك أنه سليم من الأمراض والأوجاع، أيضا لمَّا نقول حديث صحيح هو سليم من العلل، فهو كما قيل مجاز في الحديث وسائر المعاني.
اصطلاحا: هو خبر الآحاد بنقل العدل تامّ الضبط متصل السند من غير علة ولا شذود؛



§ ماهي شروط الحديث الصحيح؟
1. الشرط الأول للحديث الصحيح اتصال السند: أي كل تلميذ سمع من شيخه، مثلا لما نقول مالك عن نافع عن بن عمر، مالك اِلتقى بنافع ونافع اِلْتقى بابن عمر وحدّث عنه وابن عمر التقى برسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن مالك التقى بنافع وجلس معه، نافع التقى بابن عمر وجلس معه، ابن عمر التقى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه، إذن هذا يسمى متصل السند؛ كل تلميذ التقى بشيخه وأخذ عنه هذا يسمى متصل السند.
2. الشرط الثاني للحديث الصحيح العدالة:أي أن يكون رواته عدولا، ما اتصل سنده بنقل العدل، فمن العدل؟
للعدل خمس شروط:
1) مسلم
2) بالغ
3) عاقل
4) غير فاسق
5) غير مخروم المروءة

3. الشرط الثالث للحديث الصحيح الضبط:والضبط هو تيقظ الراوي حين التحمل وحين الأداء.
والضبط ينقسم إلى قسمين:
- ضبط سطر
- ضبط صدر
ضبط صدر: أي ضبط الحفظ، الذي يحفظ ولا يعتمد على كتابه.
ضبط السطر: لا يحفظ ويكتب كل ما يسمعه.
وضبط الكتاب هو أن يكون حافظا لكتابه من دخول التحريف أو التبديل أو النقص عليه أو الإحداث فيه يعني الزيادة فيه.أما ضبط الصدر قلنا أن يحفظ الحديث كما سمعه ثم يؤديه كما سمعه.
ضبط الكتاب أن يحفظ كتابه ولا يدفعه لرجل ضعيف ولا يضعه على الطاولة مثلا ويخرج ويتركه لواحد يزيد فيه كلمة ويزيد حرف يغير معنى الحديث كله، هذا ضبط الكتاب.
4. الشرط الرابع للحديث الصحيح السلامة من الشذوذ:والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.مخالفة المقبول لمن هو أولى منه ثقة، فإذا خالف ما أقَبَلُ حديثه وهذا يسمى شاذ.
5. الشرط الخامس للحديث الصحيح السلامة من العلّة:والعلة كما هو معروف سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه، إذن لا يكون في الحديث علة.

و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
و الحمد لله رب العالمين.