--------------------------------------------------------------------------------
المنافقون وصفاتهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله أن فضح المنافقون في هذه الآية
قال الله تعالى : ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتحٌ من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين
نصيبٌ قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ) [النساء: 141]
فهؤلاء المنافقون المخادعون , لكل منهم وجهان , وجهٌ يلقى به المؤمنين , ووجه ينقلب به إلى
إخوانه , وله لسانان :
أحدهما يقبله بظاهره المسلمون , والآخر يترجم عن سر المكنون .
( وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوآ إنا
معكم إنما نحن مستهزءون ).
قد أعرضوا عن الكتاب والسنة , استهزاِّء بأهلها واستحقاراً .
فرحوا بما عندهم من العلم الذي لا ينفع الأستكثار منه إلا شراً واستكباراً
فتراهم أبداً بالمتمسكين بصريح الوحي يستهزئون :
( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) [ سورة البقره أيه :15]
صفات المنافقين (رسالة ) ص 19 لابن القيم .
وأي عاقل ـ فضلاً عمن فيه ذرة إيمان ـ يرضى أن يعيش على هذه المذاهب , بلا عقل ولا دين , ولا
غاية صحيحة من حياته يهدف إليها ,
إن الإسلام يرفض العصبيات , والنعرات الجاهلية , يقول الله تعالى :
( يّا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفُوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
[الحجرات : 13].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من دعا إلى عصبية , وليس منا من قاتل على عصبية ,
وليس منا من غضب لعصبية ) رواه الترمذي وغيره .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله قد أذهب عنكم عُبيّة الجاهلية , وفخرها بالآباء , إنما هو مؤمن
تقي أو فاجر شقي , الناس بنوا آدم , وآدم خلق من تراب , ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى )) رواه مسلم .
إن الله سبحانه يريد منا أن نكون مع حزب واحد , هم حزب الله المفلحون.
والطبيعي من المؤمن أن لا يذكر جاهلية , إلا بمقت وكراهية وامتعاض واقشعرار , وهل يذكر
البريء من علة شديدة طويلة أشرف منها على الموت أيام سقمه , إلا وعرتهُ قشعريرة ؟ من رسالة :
[ردة ولا أبابكر لها] لأبي حسن الندوي .
والواجب أن يُعلم أن هذه الحزبيات عذاب , بعثه الله على من أعرض عن شرعه , وتنكر لدينه , كما
قال تعالى :
( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم باس بعضٍ ) [ الأنعام : 65] .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم )
من حديث رواه ابن ماجه .
ويريد أصحاب هذه الحزبيات أن يجعلوها بديلة عن الإسلام الذي من الله به على البشرية .
وصلى الله على خير البشر صلى الله عليه وسلم
منقول