مصطلح الحديث 3

الحمد لله وحده
وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه

الخبر ينقسم بالنسبة إلى وصوله إلينا إلى قسمين، إما أن يكون خبرا متواترا، أو خبرَ آحادٍ ماهو الآحاد؟
حديث الآحاد:هو ما لم يجمع شروط المتواتر. إذا لم يكن الحديث متواترا فهو حديث آحاد

ماهي أقسام الآحاد؟

- الغريب: ما رواه واحد.
مثاله
عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال أتيت جابرًا فقال إنا يوم الخندق نحفر فَعَرَضَتْ كُدْيةٌ شديدة فجاءوا النبى فقالوا هذه كُدْية عرضت فى الخندق .....الحديث
وقد رواه البخارى
- العزيز: ما رواه اثنان.
مثاله
حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده.... الحديث، فلم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنس وأبي هريرة، كما قال السخاوي فهو حديث عزيز.



- المشهور: ما رواه ثلاثة فأكثر، رواه أربعة، خمسة، ستة، وسبعة، ومع ذلك يُسمى آحادً.
مثال:

وحديث "إن اللهلايقبضالعلمانتزاعا ينتزعه من العباد، ولكنيقبضالعلمبقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا"


ماهي أقسام المشهور؟
فالمشهور الاصطلاحي هو ما رواه ثلاثة فأكثر ما لم يبلغ حد التواتر.
المشهور غير الاصطلاحي: فيُقصد به اشتهاره على الألسنة، من غير الشروط السابقة، فيمكن أن يكون حديثا موضوعا، ليس له إلا طريق واحدة، ولكنه مشتهر. مثاله "اطلبوا العلم ولو بالصين" هذا قول مشتهر، ولكنه ليس صحيحا، بل موضوع ولا أصل له.
وربما يكون له إسناد واحد، وربما يكون له أكثر من إسناد، ويمكن ألا يكون له إسناد أصلا

ماهي أنواع المشهور؟
- مشهور بين علماء الحديث خاصة، يعني: مشهور عند المحدثين. مثاله حديث "نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مُبلَّغ أوعى من سامع"، وحديث أنس بن مالك "أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا في صلاة الصبح يدعو علىأحياءمن أحياءالعرب، على رعل وذكوان وعصيه وبني حيان".
- مشهور عند المحدثين والعلماء والعوام. مثاله حديث "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وهو حديث متفق عليه. هذا مشهور عند الكل، العلماء وغير العلماء، حتى عند العوام. وحديث "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، فالكل يعرف هذا الحديث.
- مشهور عند الفقهاء: فمثلا أكثر حديث مشهور عند الفقهاء "أبغض الحلال عند الله الطلاق"، رواه ابن ماجة، عن ابن عمر، وإسناده ضعيف.
- مشهور عند الأصوليين: علماء أصول الفقه. مثاله "رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه الطبراني بإسناد صحيح، فهذا الحديث يستشهد به الأصوليون دائما.
- مشهور عند النحاة: مثل "نِعْمَ العبدٌ صٌهَيْبُ؛ لو لم يَخَفِ الله لم يَعْصِهِ‏" وهو حديث لا أصل له، ولكن النحاة يستشهدون به كثيرا.
- مشهور بين العامة: "من غشنا فليس منا" رواه الإمام مسلم، وحديث "العجلة من الشيطان" رواه الترمذي، و"اتق شر من أحسنت إليه" وهو ليس بحديث أصلا، ولكنه مشتهر عند العوام.
- مشهور عند الأدباء: مثل حديث "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، ونحن لا نشك في ذلك، ولكن إسناده ضعيف.

ماحكم الحديث المشهور؟
يظن البعض أن الحديث المشهور ملازم للصحة، يعني: إذا قلنا: مشهور فيعني أنه صحيح، لا، فربما يكون مشهورا وهو ضعيف، ونحن نتكلم هنا عن المشهور الاصطلاحي، فالمشهور غير الاصطلاحي فيه الصحيح وفيه الضعيف، وفيه ما لا أصل له، أما المشهور الاصطلاحي، فيمكن أن يكون ضعيفا، ونادرا ما يكون موضوعا.
إذن الحديث المشهور بين القبول والرد، فمنه الصحيح، ومنه الحسن، ومنه الضعيف، وربما منه الموضوع.

و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
و الحمد لله رب العالمين.