بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ماهي أقسام الخبر؟
الخبر ينقسم باعتبار وصوله إلينا إلى قسمين إما أن يكون له طرق بلا حصر وهو المتواتر، وإما أن يكون له طرق محصورة وهو الآحاد. إذن الخبر يأتينا إما عن طريق متواتر أو عن طريق آحاد.
ماهو الخبر المتواتر؟
لغة: اسم مشتق من التواتر أي التتابع، تقول تواتر المطر أي تتابع نزوله.
اصطلاحا: هو ما رواه عدد كثير تحيل العادة تواطئهم على الكذب.
ومعنى التعريف هو الخبر الذي يرويه في كل طبقة من طبقات السند رواة كثيرون، يعني مثلا يروي عن كل صحابي عشرة أو عشرين، هذه طبقات السند، يعني الصحابة طبقة، التابعين طبقة، أتباع التابعين طبقة، وهكذا.
إذن هو الخبر الذي يرويه في كلّ طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون يحكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك قد اتفقوا على اختلاق هذا الخبر.
ماهي شروط يجب أن تتوفر في الحديث المتواتر؟
- الشرط الأول: أن يرويه عدد كثير، وقد اختلف العلماء في أقلّ الكثرة والمختار عشرة فما فوق.
- الشرط الثاني: أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند.
- الشرط الثالث: أن تحيل العادة تواطئهم على الكذب وذلك بأن يكونوا في بلاد مختلفة أو أجناس مختلفة ومذاهب مختلفة، أي أن يأتي هذا الخبر من أكثر من بلد، حتى لا يكون الرواة مجتمعين وقد اتفقوا على الخبر.
- الشرط الرابع: أن يكون مستند خبرهم إلى الحس، كقولهم سمعت، رأيت، لمست، فتخرج بذلك القضايا الاعتقادية التي تستند إلى العقل مثل وحدانية الله فإنّ العبرة فيها للعقل لا للإخبار.
ماهي أقسام المتواتر؟
وينقسم المتواتر إلى قسمين: المتواتر اللفظي والمتواتر المعنوي
- التواتر اللفظي: وهو ما تواتر لفظه ومعناه، وهو قليل إذ أنّ أكثر المتواتر معنوي. ومن أمثلة المتواتر اللفظي حديث "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، فقد رواه أكثر من سبعين صحابي بنفس اللفظ.
التواتر المعنوي: ما تواتر معناه دون لفظه، مثل أحاديث عذاب القبر، لأنه أتتنا عدة أحاديث تفيد أنّ هناك عذاب القبر، مثل حديث الاستعاذة من عذاب القبر بعد التشهد "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات"، يعني أمرنا الرسول صلى الله عليه بالاستعاذة من عذاب القبر وهذا دليل على وجود عذاب القبر، هناك حديث آخر أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم مرّ على قبرين وهما يعذبان فقال صلى الله عليه وسلم "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة"، إذن هذان حديثان بلفظين مختلفين ولكن كلاهما يفيد وجود عذاب القبر، فهذا ما يسمى بالتواتر المعنوي
إذن التواتر اللفظي لما يتكرر نفس اللفظ، أما التواتر المعنوي فعندما يختلف اللفظ ويكون المعنى واحد.
ماحكم الحديث المتواتر؟
يجب التصديق به
المتواتر يفيد العلم الضروري أي اليقيني الذي يضطر الإنسان إلى التصديق به تصديقا جازما كمن يشاهد الأمر نفسه. يعني إذا أتاني حديث متواتر فيجب عليّ التصديق به كما لو أني رأيته بعيني. مثلا لو شخص أخبرك أنّ هناك مدينة تسمى الصين ، هل رأيتها بعينك؟ لا ما رأيتها، ومع ذلك تصدّق بوجودها لأنّك أتتك أخبار متواترة بوجودها.
هذا بالنسبة للخبر المتواتر.
و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
و الحمد لله رب العالمين.