بسم الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }
أما بعد ... فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
أهم الأسباب الحقيقية التي تصـد المسلم عن حفظ القـرآن والإقبال
١- الحماس الغير منضبط : فقد يبدأ المسلم في الحفظ ويريد أن يختم القرآن في أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين
ثم ما يلبث أن يستطيل المدة فيفتر والسبب في ذلك الحماس غير المنضبط
فعليك أن تعلم يا أخي أن حفظ القرآن لا بد له من وقت طويل يُقدر بسنوات عدة ويلزم منك الصبر
وكلٌ على حسب طاقته وجهده وتفرغه فلا تُحمِّل نفسك فوق طاقتها ولا تستعجل في أمرٍ لك فيه أناة قال ﷺ: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)
وتذكر:
- قليل دائم خير من كثير منقطع
- طلب الكل فوت الكل
استشر شيخك قبل البدء بارك الله فيك
٢- المعاصي : وهذا بلا شك سبب رئيسي في الحرمان من كل خير فلا يُحرَم العبد خيراً إلا بسبب ما كسبته نفسه من المعاصي والآثام
قال صلى الله عليه وسلم : (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) رواه أحمد
ولا شك أن حفظ القرآن الكريم من أعظم وأجل النعم على العبد
فاجتهد يا أخي في تحرير نفسك من ذلّ المعصية وشؤمها لينفتح لك باب المعونة من الله عز وجلّ وجاهد نفسك في ترك المعاصي صغيرها وكبيرها
وأهم هذه المعاصي ، الحذر من ترك صلاة الجماعة أو التهاون فيها ، وسماع الغناء والنظر المحرم ، وغيرهم من ألوان المعاصي
قال الإمام الشافعي
شكوت إلى وكيع سوء حفظي .... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور .... ونور الله لا يهدى لعاصي
٣- الوحدة : وذلك بأن يريد الشاب أن يحفظ القرآن لوحده بجهده الخاص ولا ريب أن هذا الفعل فيه عدة سلبيات:
منها أنه قد يعتريه الفتور سريعا فيترك الحفظ
وكذلك فإنه قد لا يكتشف أخطاءه إذا كان يقرأ لوحده ولا يعرف قوة حفظه ولا يجد من يوجهه ويشجعه ويسابقه
فعليك يا أخي أن تتواصى مع غيرك من إخوانك في حفظ القرآن الكريم أو الالتحاق بحِلق تحفيظ القرآن المنتشرة ولله الحمد وذلك لتحفظ على الوجه الصحيح ويتبيّن لك مدى إتقانك لما تحفظ .
والحمد لله رب العالمين أسأل الله تعالى أن يسددنا وأن يأيدنا وأن ينفعنا وأن ينفع بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. والصلاة والسلام على من لانبي بعده >>>