بسم الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
سأعرض لكم في هذا الموضوع معلومة انتشرت ورد العلماء الأفاضل عليها
((سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون))
قال الشيخ/صالح المغامسي إنه دعاء المعجزات والله متى مادعوتي
الله بصدق وكنتي في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لاتعلميني،
وقال الشيخ/ابن باز رحمه الله مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير في أمرعسيرإلاتيسر،فسبحان الله دعاء يغيرحالنا من حال الى حال
لقد جاء رد على الكلام المكتوب سابقاً من الشيخ عبدالمحسن العباد ال بدر
قالَ فضيلة الشَّيْخ العلاَّمة / عبد المحسن بْن حمد العبَّاد آل بدر ـ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ــ: الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلىٰ آله وأصحابه ومن اهتدىٰ بهديه إلىٰ يوم الدِّين.
أمَّا بعدُ؛ فقد اطَّلعتُ على ورقةٍ تُوزع كُتب فيها بالأحرف الكبيرة ما يلي: ((حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون، يقول ابن باز: والله! ما دعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير في أمر عسير إلا تيسر))!!
وبلغني أنَّها موجودة في مواقعٍ كثيرةٍ من شبكة المعلومات، وسمعتُ تسجيلاً لأحد المشايخ قال فيه: ((إذا ضيِّق عليك في الرزق قل: حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون، أعيد: إذا ضيِّق عليك في الرزق قل: حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون، إن قال لك أحد: هذا الشيخ مبتدع؛ أين الدليل عليها؟ قل: إن الله قال في حق المنافقين: (ولو أنهم قالوا (كذا) حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله) الرَّسول مات الآن لا نقول: ﴿ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ ﴾، فإذا ضيق عليك قل هذا: "حسبنا الله سيؤتينا الله من فضلة إنا إلى الله راغبون"، هذا تعليم الله لعباده وأوليائه، جعلنا الله وإياكم منهم)).
وأعلِّقُ علىٰ ذٰلك بما يلي:
1. هذه الآية والَّتي قبلها في طائفة من المنافقين، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ (59)﴾، وليس فيها دعاء وإنما فيها الإخبار عن بعض المنافقين الَّذين همهم الدُّنيا فيرضون إذا أُعطوا شيئاً منها ويسخطون إذا لم يُعطوا، فأرشدوا إلى الرضا بما آتاهم الله وجعل رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبباً في ذلك؛ كما قال الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّما أنا قاسم واللهُ يُعطي)) «رواه البخاري (71) ومسلم (2392)»،
والتَّوكُّل على الله بأن يقولوا: حسبنا الله، وأما قولهم: سيؤتينا الله من فضله ورسوله فليس بدعاء، وإنما فيه إخبار عما يؤمِّلونه ويحصل لهم من الله ورسوله من الإيتاء في المستقبل كما حصل في الماضي في قوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ﴾، وجواب لو محذوف تقديره: لكان خيراً لهم كما قال الشوكاني في تفسيره، وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: ((لسلموا من النفاق ولهدوا إلى الإيمان والأحوال العالية))،
وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في « مجموع الفتاوى » (10/36): ((وقد ذكر الله هذه الكلمة (حسبي الله) في جلب المنفعة تارة، وفي دفع المضرة أخرى، فالأولى في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ الآية، والثانية في قوله: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾، وفي قوله تعالى: ﴿ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾، وقوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ﴾، يتضمن الأمر بالرضا والتَّوكُّل))،
والتَّعليم في هذه الآية الكريمة إنما هو للمنافقين، وليس فيها تعليم هذا الدعاء لعباد الله وأوليائه مع حذف كلمة: ﴿ وَرَسُولُهُ ﴾، وليس في كلام شيخ الإسلام المتقدم الإشارة إلى ذلك، ولم أقف على نسبة الدعاء بهذا إلى أحد من السَّلف،
بل إن الإمام ابن جرير في « تفسيره » وكذا السّيوطي في « الدُّر المنثور » ـ مع عنايتهما بجمع الآثار ـ لم يذكرا شيئاً منها في تفسير هذه الآية، وخير من الاهتمام بهذا الدعاء الذي لم يثبت وشغل الناس به التنبيه إلى الدعاء الوارد في القران الكريم الجامع لخير الدنيا والآخرة من الرزق وغيره؛ وهو: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾، وفي « صحيح مسلم » (6840) بإسناده إلىٰ عبد العزيز بن صُهيب قال: ((سأل قتادة أنساً: أي دعوة كان يدعوا بها النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعوا بها يقول: اللَّهُمَّ آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النَّار، قال وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه))، ورواه البخاري (6389) عن أنس رضي الله عنه قال: ((كانَ أكثر دعاء النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ ربنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النَّار))، وهو من الأدعية الثابتة في الطواف بالبيت، ففي « سنن أبي داود » (1892) و« مسند الإمام أحمد » (15398) بإسناد حسن عن عبد الله بن السَّائب قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ما بين الركنين: ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)).
2. أمَّا نسبة هذا الدعاء في التَّشهد الأخير إلى شيخنا الشَّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مع إقسامه على نفعه فلا يصح ذلك عنه، ومن الخطأ البيِّن نسبته إليه؛ ولو كان من نسبه إليه صادقاً لبيَّن مستنده في ذلك من كلامه المقروء والمسموع، ولم يذكره رحمه الله في رسالته: « تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة من مما ورد في الكتاب والسُّنَّة من الأدعية والأذكار»، ولا في رسالته: «كيفية صلاة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » فإنه ذكر فيها في آخر الصلاة التشهد والصَّلاة على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والاستعاذة من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ولم يذكر هذا الدعاء، ولم يذكره في الأدعية التي أوردها في منسكه للدعاء بها في عرفة وغيرها، وقد حرصت على جمع الأدعية والأذكار الواردة في القرآن الكريم، فذكرت في كتاب: « تبصير النَّاسك بأحكام المناسك على ضوء الكتاب والسُّنة والمأثور عن الصَّحابة » تحت عنوان: « أدعية وأذكار من الكتاب والسُّنة الصَّحيحة يُدعىٰ بها في عرفة وغيرها » ذكرت خمسة وثلاثين ذكراً ودعاء ولم يخطر ببالي ذكر هذا الدعاء لأنه ليس من أدعية القرآن لاسيما مع حصول التعديل فيه بالحذف منه، إلَّا ﴿ حَسْبُنَا اللّهُ ﴾ فإنها توكل على الله ورد في الكتاب والسنة.
3. ونظير هذا الدعاء المنتزع من الآية الخاصة بالمنافقين استدلال بعض النَّاس بقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴾، على المجيء إلى قبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطلب الاستغفار منه، وهو استدلال غير صحيح؛ فإن هذه الآية جاءت في المنافقين لأن ما قبلها وما بعدها فيهم، وليس المراد المجيء إلى قبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، بل المراد المجيء إليه في حياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما فهمه الصَّحابة رضي الله عنهم، فإنَّهم رضي الله عنهم في حياته يطلبون منه الدعاء فيدعوا لهم، وبعد موته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته البرزخيَّة ما كانوا يذهبون إلى قبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيطلبون منه الدعاء، ولهذا لما حصل الجدب في زمن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس رضي الله عنه وطلب منه الدعاء، فقد روى البخاري في « صحيحه » (1010) عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: ((اللَّهُمَّ إنَّا كنَّا نتوسل إليك بنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتسقينا، وإنَّا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيُسقون))، ولو كان طلب الدعاء من النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد موته سائغاً لما عدل عنه عمر رضي الله عنه إلى الاستسقاء بالعباس، ويدل أيضاً لكون النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُطلب منه الدعاء والاستغفار بعد موته ما رواه البخاري في « صحيحه » (7217) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((وا رأساه! فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك، فقالت عائشة: وا ثكلياه! والله إني لأظنك تحب موتي...)) الحديث، فلو كان يحصل منه الدعاء والاستغفار بعد موته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن هناك فرق بين أن تموت قبله أو يموت قبلها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهذا الحديث مبيِّن لهذه الآية الكريمة وأن المجيء إليه وحصول الاستغفار والدعاء منه إنما يكون في حياته وليس بعد موته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والسّنّة تفسر القرآن وتبيِّنه وتوضّحه.
وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفق المسلمين للفقه في دينهم والثَّبات على الحقِّ الَّذي جاء في كتاب ربِّهم وسُنَّة نبيِّهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَىٰ عبدهِ ورسُولهِ نَبيِّنا مُحمَّدٍ وعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِه أجْمعينَ.
كتبه
عبد المحسن بن حمد العبَّاد البدر
4/1/1433هـ.
سماحة المفتي العام:ليس من الدعاء حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله..
ماحكم هذا الدعاء ( حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ) وماحكم تداوله في رسائل الجوال وهل هو دعاء المعجزات كم قيل ؟
http://m.youtube.com/ليس هذا دعاء مشروع
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية.
[youtube]
http://m.youtube.com/ [/youtube]
والحمد لله رب العالمين أسأل الله تعالى أن يسددنا وأن يأيدنا وأن ينفعنا وأن ينفع بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. والصلاة والسلام على من لانبي بعده >>>