كم النون والميم المشددتان
النون والميم المشددتان يجب غنهما بمقدار حركتين ، والحركة كقبض الأصبع وبسطه ، ويسمى كل منهما حرف غنة أو حرف أغن
والغنة لغة : صوت في الخيشوم
وفي الاصطلاح : صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم فهي ثابتة فيهما مطلقاً ، إلا أنها في المشدد أكمل منها في المدغم ، وفي المدغم أكمل منها في المخفي ، وفي المخفي أكمل منها في الساكن المظهر ، وفي الساكن المظهر أكمل منها في المتحرك ، وتلك مراتب الغنة والظاهر منها في حالة التشديد والإدغام ، والإخفاء هو كمالها ، أما في الساكن المظهر والمتحرك ، فالثابت فيهما أصلها فقط
: أمثلة
النّاس - الخنّاس - الجنّة - بأنّهم - كنّا - ثمّ - مسمّى - فلمّا - أمّة - وصمّو
باب اللامات السواكن
اللامات السواكن خمس:
الأولى: لام أل:
وهي لام التعريف، ولها قبل حروف الهجاء حالتان: حالة يجب فيها الإظهار، وحالة يجب فيها الإدغام.
1. فيجب إظهارها إذا وقع بعدها حرف من الحروف الأربعة عشر المجموعة في: "ابغ حجك وخف عقيمه".
وهي: الهمزة، والباء، والغين، والحاء، والجيم، والكاف، والواو، والخاء، والفاء، والعين، والقاف، والياء، والميم، والهاء، ودونك الأمثلة:
الإِنْسَانُ الْبَارِئُ الْغَنِيُّ الْحَكِيمُ - الْجَمِيلَ الْكَرِيمِ الْوَلِيُّ الْخَبِيرُ الْفَتَّاحُ الْعُلَمَاءُ الْقَيُّومُ الْيَوْمَ الْمُلْكُ الْهُدَى
ويسمى هذا النوع من الإظهار إظهارا قمريا، وتسمى هذه اللام لاما قمرية.
2. ويجب إدغامها إذا وقع بعدها حرف من الحروف الأربعة عشر الباقية من حروف الهجاء، وقد ذكرها صاحب التحفة في أوائل كلمات البيت الآتي:
طِـب ثُـمَّ صِلْ رَحْمًا تفز ضِفْ ذا نِعم
دع سُــوءَ ظَـنٍّ زُر شـريفًا للكـرم
وإليك الأمثلة:
الطَّيِّبَاتُ الثَّوَابِ الصَّالِحِينَ الرَّزَّاقُ التَّائِبُونَ - الضَّالِّينَ - الذَّكَرُ - النَّعِيمِ – الدَّاعِ – السَّمِيعُ – الظَّالِمِينَ - الزَّبُورِ - الشَّكُورُ - اللَّيْلِ
ويسمى هذا النوع من الإدغام إدغاما شمسيا، وتسمى هذه اللام لاما شمسية.
الثانية: لام الفعل:
سواء أكان الفعل ماضيا مثل: قُلْنَا أم مضارعا مثل: يَلْتَقِطْهُ أم أمرا مثل: قُلْ وحكمها الإظهار إلا لام "قل" فإنها تدغم في حرفين:
1. اللام، مثل: قُل لِعِبَادِيَ للتماثل.
2. الراء، مثل: وَقُل رَبِّ للتقارب.
الثالثة: لام الحرف:
وهي في "هل" و "بل" مثل: فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ
وحكمها الإظهار إلا إذا وقع بعدها لام أو راء؛ فإنها تدغم فيهما كاللام في "قل" مثل: فَهَل لَّنَا بَل لا يَخَافُونَ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ
ولم يقع بعد لام هل راء في القرآن الكريم، كما يستثنى من قاعدة إدغام لام الحرف بَلْ رَانَ في المطففين آية 14؛ فإن حكمها الإظهار لحفص من طريق الشاطبية؛ لوجود السكت على اللام، والسكت مانع من الإدغام.
الرابعة: لام الاسم:
مثل: سُلْطَانٍ أَلْسِنَتُكُمُ عِلْمًا سَلْسَبِيلا
وحكمها الإظهار مطلقا.
الخامسة: لام الأمر:
وهي من أدوات جزم المضارع، مثل: وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ
وحكمها الإظهار مطلقا ك لام الاسم.
باب المد والقصر
المد:
لغة: الزيادة.
واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد الآتي ذكرها.
والقصر:
لغة: الحبس.
واصطلاحا: إثبات حرف المد من غير زيادة عليه.
وقد اجتمعت حروف المد بشروطها في كلمة نُوحِيهَا وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، فهي دائما حرف مد بخلاف الواو والياء، فتارة يكونان حرفي مد إذا سكنا وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء، وتارة يكونان حرفي لين إذا سكنا وانفتح ما قبلهما مثل: خَوْفٌ بَيْتٍ .
أقسام المد:
ينقسم إلى قسمين: أصلي، وفرعي:
فالأصلي: هو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من سببي المد، وهما الهمز أو السكون.
وسمي أصليا لأنه أصل للفرعي، ويسمى أيضا مدا طبيعيا؛ لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره، ولا يزيد عليه.
ومقدار مده: حركتان.
وينقسم المد الطبيعي إلى قسمين: كلمي، وحرفي.
1. فالكلمي: مثل مَالِكِ كَثِيرَةً مَرْفُوعَةٍ وسمي كلميا لوجود حرف المد في كلمة.
2. والحرفي: لا يوجد إلا في فواتح بعض السور، وذلك في خمسة أحرف مجموعة في "حي طهر".
فالحاء: في حم في سوره السبع.
والياء: في أول مريم كهيعص و يس
والطاء: في طه و طسم أول الشعراء والقصص، و طس أول النمل.
والهاء: في أول مريم، وطه.
والراء: في الر أول يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، وفي المر أول الرعد.
وإنما مدت هذه الأحرف الخمسة مدا طبيعيا؛ لأنها حروف ثنائية -أي هجاؤها تلاوة حرفان- فليس بعد حرف المد فيها ساكن.
والفرعي: هو الذي يتوقف على سبب من سببي المد، وهما الهمز أو السكون، فله سببان.
أنواع المد الفرعي:
للمد الفرعي خمسة أنواع، وهي:
1.المتصل:
وهو حرف مد أتى بعده همز متصل به في كلمة واحدة، مثل: السَّمَاءِ النَّسِيءُ قُرُوءٍ .
وسمي متصلا لاتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة.
مقدار مده عند حفص: أربع حركات، أو خمس.
هذا وفي المتصل الموقوف عليه إذا كانت همزته متطرفة مثل: اسْتِحْيَاءٍ وجه ثالث: وهو مده ست حركات لأجل الوقف.
أما إذا كانت همزته متوسطة مثل: الأرَائِكِ فليس فيه إلا الوجهان السابقان، وهما مده أربعا أو خمسا، وصلا ووقفا.
وحكم المتصل: الوجوب.
وإنما كان واجبا، لوجوب مده عند جميع القراء، فزادوه على المد الطبيعي، وإن تفاوتوا في مقدار هذه الزيادة.
ولذلك قال المحقق ابن الجزري: فوجب ألا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أحد من القراء، وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة، بل رأيت النص بمده.
2. المنفصل:
وهو حرف مد أتى بعده همز منفصل عنه في كلمة أخرى مثل بِمَا أُنْزِلَ قَالُوا آمَنَّا ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ .
وسمي منفصلا؛ لانفصال الهمز عن حرف المد.
ومقدار مده عند حفص: أربع حركات أو خمس من طريق الشاطبية.
وحكم المنفصل: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند القراء، فهناك من مده وهناك من قصره، فلم يجمعوا على مده كالمتصل، وحفص من الذين يمدونه من طريق الشاطبية.
ووجه المد في كل من المتصل والمنفصل: أن حرف المد ضعيف، والهمز قوي، فزيد في المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوي، وقيل: ليتمكن من النطق بالهمز.
3. البدل:
وهو حرف مد تقدم عليه همز، مثل: آمَنُوا إِيمَانًا أُوتِيَ .
وسمي بدلا؛ لإبدال حرف المد من الهمز، فأصل الكلمات السابقة أأمنوا، وإئمان، وأؤتي. أبدلت الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها وجوبا.
ومقدار مده: حركتان.
وحكم البدل: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند القراء.
وحفص من الذين يقصرونه.
4. العارض:
وهو حرف مد أتى بعده سكون عارض لأجل الوقف مثل: الْبَيَانَ نَسْتَعِينُ الْمُفْلِحُونَ . في حالة الوقف.
وسمي عارضا؛ لعروض المد بعروض السكون.
مقدار مده:
في ثلاثة أوجه لجميع القراء:
القصر: ومقداره حركتان.
والتوسط: ومقداره أربع حركات.
والمد: ومقداره ست.
فمن قصره لم يعتد بالسكون لعروضه.
ومن مده اعتد بالسكون وقاسه على اللازم.
ومن وسَّطه اعتد بالسكون، ولاحظ عروضه فحطه عن الأصل.
وحكم العارض: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند كل القراء.
واعلم أن العارض للسكون إن كان منصوبا مثل: الْبَيَانَ ففيه ثلاثة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد.
وإن كان مجرورا مثل: يَوْمِ الدِّينِ ففيه أربعة أوجه، وهي: الثلاثة السابقة مع السكون المحض، والروم مع القصر فقط؛ لأن الروم كالوصل، وليس في "الدين" وصلا إلا القصر.
وإن كان مرفوعا نحو: نَسْتَعِينُ ففيه سبعة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد، مع السكون المحض، ومع الإشمام، والروم مع القصر.
هذا، وفي المتصل الذي عرض سكون همزته لأجل الوقف ثلاثة أوجه إن كان منصوبا مثل: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ وهي مده أربع حركات، أو خمسا، أو ستا، مع السكون المحض.
وإن كان مجرورا نحو: مِنَ السَّمَاءِ ففيه خمسة أوجه، وهي: مده أربعا، أو خمسا، أو ستا مع السكون المحض، ومده أربعا أو خمسا مع الروم، وقد تقدم أن الروم كالوصل، وليس في السماء وصلا إلا أربع حركات، أو خمس.
وإن كان مرفوعا نحو: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ففيه ثمانية أوجه: وهي مده أربعا، أو خمسا، أو ستا مع السكون المحض، ومع الإشمام، ومده أربعا، أو خمسا مع الروم.
والروم:
هو الإتيان ببعض الحركة، ويكون في المرفوع، والمضموم، والمجرور، والمكسور.
والإشمام:
هو ضم الشفتين بعيد سكون الحرف، ويكون في المرفوع والمضموم فقط. وسنوضح ما يتعلق بهما بالتفصيل –إن شاء الله- في باب الوقف على أواخر الكلم.
هذا، ويلحق اللين وقفا بالعارض للسكون، ففي الوقف على نحو: خَوْفٌ و الْبَيْتَ ثلاثة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد إلا أن الطول في اللين قليل.
ثم إنه إن كان منصوبا ففيه الثلاثة المتقدمة، وإن كان مجرورا ففيه أربعة أوجه، وإن كان مرفوعا ففيه سبعة، كما تقدم في العارض.
5- اللازم:
وهو حرف مد أتى بعده سكون لازم وصلا ووقفا، مثل: الصَّاخَّةُ آلآن بيونس، الم .
ومقدار مده: ست حركات عند الجميع.
وسمي لازما؛ للزوم سببه -وهو السكون-، أو للزوم مده ست حركات.
وحكم اللازم: اللزوم.
وإنما كان لازما؛ لالتزام جميع القراء مده ست حركات للفصل بين الساكنين.
فقد ظهر لك مما تقدم أن للمد الفرعي ثلاثة أحكام.
1. الوجوب: وهو حكم للمتصل وحده.
2. والجواز: وهو حكم لثلاثة أنواع: المنفصل، والبدل، والعارض.
3. واللزوم: وهو حكم للمد اللازم وحده.
قال صاحب التحفة
للمـــد أحكـــامٌ ثلاثــةٌ تــدوم
وهــي الوجـوب والجـواز واللـزوم
فواجــبٌ إن جـاء همـزٌ بعـد مـد
فــي كلمــة وذا بمتصــل يُعــد
وجــائزٌ مَــدٌّ وقصــرٌ إن فُصِـل
كــلٌّ بكلمــة وهــذا المنفصــل
ومثـــل ذا إن عــرض الســكون
وقفــــا كتعلمـــون نســـتعين
أو قُــدِّم الهمــزُ عــلى المـد وذا
بـــدل كــآمنوا وإيمانــا خُــذَا
ولازمٌ إنِ الســــكونُ أُصِّــــلا
وصــلا ووقفًــا بعــد مـدٍّ طُـوِّلا
أقسام المد اللازم
ينقسم المد اللازم إلى كلمي، وحرفي.
وكل منهما إما أن يكون مثقلا وإما أن يكون مخففا، فله أربعة أقسام.
فالكلمي: هو حرف مد أتى بعده سكون لازم في كلمة، فإن أدغم ساكنه فيما بعده فهو المثقل مثل: الْحَاقَّةُ الضَّالِّينَ أَتُحَاجُّونِّي .
وإن لم يدغم ساكنه فيما بعده فهو المخفف، وذلك في لفظ "آلآن" في موضعي يونس فقط، وهما: آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ وسمي كلميا؛ لاجتماع المد والسكون في كلمة.
وسمي المثقل مثقلا؛ لوجود التشديد بعد حرف المد، إذ الحرف المشدد أثقل.
وسمي المخفف مخففا؛ لعدم وجود التشديد بعد حرف المد، فالساكن غير مدغم.
والحرفي: هو حرف مد أتى بعده سكون لازم في حرف هجاؤه ثلاثة أحرف وسطها حرف مد، وسمي حرفيا؛ لوجود حرف المد مع السكون في حرف.
هذا، واللازم الحرفي لا يوجد إلا في فواتح بعض السور.
والحروف التي تمد مدا لازما سبعة: وهي مجموعة في قول بعضهم: "سنقص علمك" ما عدا العين.
فالسين: في أول الشعراء، والقصص، والنمل، وفي يس، وفي حم * عسق أول الشورى.
والنون: في ن وَالْقَلَمِ فقط.
والقاف: في أول الشورى، وفي ق وَالْقُرْآنِ .
والصاد: في المص في أول الأعراف، وفي كهيعص أول مريم، وفي ص وَالْقُرْآنِ .
واللام: في الم الر المص المر .
والميم: في الم المص المر طسم حم
والكاف: في أول مريم فقط.
فهذه الأحرف السبعة تمد مدا لازما باتفاق، ويسمى المد مدا لازما حرفيا، فإن أدغم ساكنه فيما بعده كان مثقلا وإن لم يدغم كان مخففا.
مثال المثقل: "لام" من "الم" لوجود الإدغام، و "سين" من "طسم" لوجود الإدغام كذلك.
ومثال المخفف: "ميم" من "الم"، و "ق" لعدم وجود الإدغام.
وأما العين: فموجودة في أول "مريم، والشورى" وفيها للجميع وجهان:
الطول: وهو الأفضل قياسا على الأحرف السبعة السابقة.
والتوسط: لسكون الياء وانفتاح ما قبلها، فهي حرف لين لا حرف مد، فأعطيت حكما أقل من حرف المد لمزيَته على اللين.
هذا، وإذا تغير سبب المد جاز المد والقصر، وذلك في قوله تعالى: الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ أول سورة آل عمران، في حالة وصل "الم" بلفظ الجلالة.
فإن الميم من لفظ "الم" قد حركت بالفتح لاجتماعها ساكنة مع لام الجلالة، وطبيعي أن همزة الوصل لا ينطق بها وصلا.
فمن أشبع نظر إلى الأصل -وهو سكون الميم- ولم يعتد بالحركة لأنها عرضت للتخلص من الساكنين.
ومن قَصر نظر إلى الحركة العارضة، وكان التخلص من الساكنين هنا بالفتح حرصا على تفخيم لفظ الجلالة.
أما إذا وقفت على "آلم" فلا بد من الإشباع؛ لأن الميم قد عاد إليها سكونها الأصلي.
والحروف الهجائية الموجودة في فواتح بعض السور أربعة عشر حرفا وتنقسم إلى أربعة أقسام:
1. ما يمد مدا لازما، وهو حروف "سنقص علمك" ما عدا العين.
2. ما فيه الوجهان -المد، والتوسط- وهو "عين".
3. ما يمد مدا طبيعيا، وهو الحروف الخمسة المتقدمة في المد الأصلي، والمجموعة في قولهم: "حي طهر".
4. ما لا يمد أصلا وهو "ألف" لكون هجائه ثلاثة أحرف ليس وسطها حرف مد، وهو موجود في "الم"، "الر"، "المص"، "المر".
وينبغي أن يعلم أنه إذا كان حرف المد في كلمة، والحرف الساكن في كلمة أخرى حذف حرف المد في الوصل، مثل: وَقَالُوا اتَّخَذَ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ .
مراتب المدود
للمدود مراتب خمس:
فأقواها المد اللازم، فالمتصل، فالعارض، فالمنفصل، فالبدل.
فإذا اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي والآخر ضعيف عمل بالقوي، وألغي الضعيف، مثل وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ فحرف المد -وهو الألف في "آمين" باعتبار تقدم الهمز عليه- يعد بدلا وباعتبار تأخر السكون اللازم بعده يسمى لازما، فيمد ست حركات إعمالا للمد اللازم لقوته، ويلغى البدل لضعفه.
ومثل: وَجَاءُوا أَبَاهُمْ فالواو المدية باعتبار تقدم الهمز عليها تسمى بدلا وباعتبار تأخر الهمز عنها في كلمة أخرى تسمى منفصلا فيعمل بالمنفصل لقوته، فيمد أربع حركات أو خمس، ويلغى البدل لضعفه.
قال صاحب لآلئ البيان في تجويد القرآن:
أقــوى المــدود لازم فمـا اتصـل
فعــارض فــذو انفصــال فبـدل
وســـببا مـــدٍّ إذا مــا وجــدا
فــإن أقــوى الســببين انفــردا