بسم الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }
أما بعد ... فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
القرآن ميسر للذكر ( ولقد يسرنا القرآن للذكر )
قبل البدء في الحفظ لابد من معرفة أن هذا القرآن سهل الحفظ لسهولة ألفاظه وسلاسة أسلوبه
قال تعالى :"ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"
قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره : ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم ألفاظه للحفظ والأداء ، ومعانيه للفهم والعلم لأنه أحسن الكلام لفظاً وأصدقه معنى وأبينه تفسيراً ، فكل من أقبل عليه يسّر الله عليه مطلوبه غاية التيسير وسهّله عليه ..
ثم يقول : ولهذا كان علم القرآن حفظاً وتفسيراً أسهل العلوم وأجلّها على الإطلاق وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه ، وقال بعض السلف عند هذه الآية : هل من طالب علم فيُعان عليه ؟ ولهذا يدعو الله عباده إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله : (( فهل من مدّكر ))
انتهى كلامه رحمه الله .
وهنا لا بد أن ننبه على أمر ما:
الأصل أن القرآن سهل الحفظ وميسور لكن البعض يقول لا نرى هذا الأمر سهلا ولا نستطيع حفظه
فالجواب على ذلك :
قال تعالى: "وإنه لكتاب عزيز"
فالقران عزيز لا يُسهل حفظه الا لمن يعزه
والخلل منا نحن الذين تشاغلنا عن الإقبال عليه حفظاً وتفهماً بأعذارٍ بعضها يوجد لها حل وكثير منها من تلبيس إبليس علينا
فمتى ما جعلت الحفظ من أهم أولوياتك وفرّغت أثمن وقتك له سهُل عليك
ولقد أنعم الله عليكم أن يسر لكم قراءة وفهم كتابه ، فالقران أُنزل بلسان عربي مبين
وملايين المسلمين يقرأون القران بمشقة وتأتأة ومن غير أن يفهموا كلمة واحدة لأنهم لا يعرفون العربية
وتذكر أن الملايين من المسلمين لا يمتلكون مصاحفا ، أما نحن فنجد المصاحف في بيوتنا ومساجدنا ومكاتبنا و..... و.....الخ
وتذكر أن الملايين من المسلمين يريدون أن يتعلموا القران لكنهم لا يجدون من يعلمهم ، أما نحن فلله الحمد مراكز التحفيظ منتشرة عندنا
فقابل هذه النعم بشكر الله تعالى وعبادته وحفظ كلامه جل وعلا ، ولا تنشغل بأمور الدنيا عن أمور الآخرة فتكون جاحدا لنِعَمِه
والحمد لله رب العالمين أسأل الله تعالى أن يسددنا وأن يأيدنا وأن ينفعنا وأن ينفع بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. والصلاة والسلام على من لانبي بعده >>>