بسم الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }
أما بعد ... فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
س/ ظهرت ظاهرة في أوساط طلبة العلم وهي أن العلم وخصوصا علم التوحيد والعقيدة لا يؤخذ إلا من أهل هذا البلد؛ بل وأهل نجد خصوصا، وإذا ما ظهر أحد العلماء من غير هذا البلد، وكان مبرزا في علوم كثيرة ومن ضمنها التوحيد و العقيدة بدؤوا برميه بتهم وتنقصه بما هو منه براء فما توجيهكم والله يحفظكم.
ج/ أولا العلم ليس له بلد، العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة، من أخذ العلم على منهج السلف في التوحيد والاعتقاد وتفقه في الكتاب والسنة في ذلك، فهو أهل أن يؤخذ عنه، وليس من شرطه أن يصيب في كل مسألة، فإذا أخذ عنه وغلط في مسألة فإنه يسدد، وكم أفاد الطالب شيخه فيما غاب عنه.
وقد ذكر أن العلامة الشيخ محمد أمين الشنقيطي صاحب تفسير أضواء البيان، أول ما قدم كان لا يعرف مذهب السلف، تكلم بكلمة بخلاف مذهب السلف فأرشده أحد العلماء إلى أنه لابد أن يطّلع على كتب السلف وكتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلامذته.
فقرأها قال في أسبوع واحد مر عليها جميعا.
وحدثني الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله تعالى قال: أنه بعد أسبوع قال: ما في هذه الكتب حق.
وهذا أصبح يدافع على مذهب السلف ويدافع عليها ويؤصلها بتأصيلات قوية متينة.
فالقول أن العلم السلفي الصحيح التوحيد والعقيدة أن هذا يؤخذ من بلد ليس كذلك؛ بل الدعوة السلفية يجب أن نجعلها للمسلمين جميعا، وأن لا نجعلها لفئة مخصوصة؛ لأن الدعوة السلفية هي دين الله جل وعلا، فإذا كان كذلك لا نحصرها في فئة، نحصرها في بلد، وإنما نوسعها بحسب الإمكان، بقدر الإمكان نوسعها، قد يكون التوسيع في بلد، وقد يكون حتى في الإنسان نفسه؛ في العالم، يقول: والله أنت كلام قلت كذا وكذا وهذا صحيح موافق الأدلة وجزاك الله خيرا إلى آخره، وفيه مسألة كذا هذه الدليل فيها كذا، وفيه مسألة كذا الحق فيها كذا.
ومن نظر إلى رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى المخالفين، وجد أن فيها إرشاد، إلا المعاندين منهم.
فإذن هنا توسيع الدائرة والإرشاد أولى من الحكم كما ذكر السائل، فإنهم يرمونهم ويتنقصونهم، هذا لا يسوغ بل يرشد حتى يكون شهابا يرمى به أعداء العقيدة والتوحيد، لا أن يقال فيه كذا، ويتبرأ منه؛ لأن الإنسان ضعيف، فلا يكن طالب العلم ومن عنده بصر في مسائل العقيدة لا يكن عونا للشيطان على العالم أو طالب العلم؛ بل يرشده ويسدده باللين لأن قصده هو الحق.
هذه مسألة مهمة بينة.
لاشك أن علماء هذه البلاد وخاصة علماء في نجد صار لهم من الاختصاص في تدريس التوحيد والعقيدة وكثرة تداول الكتب المؤلفة في ذلك وكثرة قراءة كتب السلف ما صار لهم مزيد اختصاص وفهم لتفاصيل المسائل في هذا.
لهذا يرجع إليهم في هذين العلمين؛ لأنهم أهل اختصاص فيه لكثرة ما قرؤوا وتدارسوا فيما بينهم من هذه المسائل.
/الشيخ صالح آل الشيخ
والحمد لله رب العالمين أسأل الله تعالى أن يسددنا وأن يأيدنا وأن ينفعنا وأن ينفع بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. والصلاة والسلام على من لانبي بعده >>>