منتدى خاص بالبحوث الدينيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى خاص بالبحوث الدينيه

( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
التشريع
المواضيع الأخيرة
» شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 12
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالأحد مايو 25, 2014 6:32 am من طرف لسانك حصانك

»  شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 11
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالأحد مايو 25, 2014 6:28 am من طرف لسانك حصانك

»  شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 10
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2014 7:48 am من طرف لسانك حصانك

» شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 9
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2014 7:32 am من طرف لسانك حصانك

»  فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن عثيمين 134
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 20, 2014 8:16 am من طرف لسانك حصانك

» شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 8
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 20, 2014 7:58 am من طرف لسانك حصانك

» شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 7
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 20, 2014 7:27 am من طرف لسانك حصانك

»  شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 6
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 20, 2014 7:19 am من طرف لسانك حصانك

»  شرح ( منظومة أصول الفقه وقواعده ) للشيخ ابن عثيمين 5
خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالسبت مايو 17, 2014 3:31 am من طرف لسانك حصانك


انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأكثر نشاطاً
8حلقات فضل عشر ذي الحجة - المنجد
أحاديث منتشره عن شهر شعبان عرضتها مع درجتها
القران بسماعه بتفسيره بقرائه بلغات العالم
شرح الحديث الثاني من احاديث الاربعين النوويه
خمس إذا ابتليتم بهن - وأعوذ بالله أن تدركوهن
أبو ليان .. في منتديات أهل الذكر
مقطتفات عن سيرة النبي صلى عليه وسلم
صفات المنافقون
حلا تراب الملكه
تفسير فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 93 بتاريخ الثلاثاء مارس 19, 2013 8:48 pm
تصويت

 

 خطبة جمعه صلة الرحم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




خطبة جمعه صلة الرحم Empty
مُساهمةموضوع: خطبة جمعه صلة الرحم   خطبة جمعه صلة الرحم I_icon_minitimeالأحد فبراير 17, 2013 8:13 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم اهدني وسددني وثبتني


الرحم بين الصلة والقطيعة

الخطبة الأولى:
الحمد لله أمر بالإحسان لذوي القربى، ونهى عن القطيعة والفحشاء، ]خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [[الفرقان:54], أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحاط بكل شيء علماً، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وأعظمهم قدراً, صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
خطبة جمعه الرحم بين الصلة والقطيعة

فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي - المقصيرة - بتقوى الله، فإن من اتقى الله وقاه، وعافاه ونجاه.
أيها المسلمون: معذبةٌ تقول عبر المذياع، وهي تبث شكواها بأنين يُقَطِعُ القلوب، ويفتُ الصُّمَ الصِلَاب، ويتعبُ النفوس السليمة؛ حديثها تقشعر من أناته الجلود، تقول المغلوبة على أمرها، والمعذبة في حالهاSad لي عشرة من الأخوة تمر الأيام تلو الأيام، ويأتي رمضان، ويأتي بعد ذلك العيد، ولا يَطْرُقُ أَحَدُهم الباب، ولا يسمع أحدهم الجواب؛ كلما أسمع صلاة التراويح أعلل نفسي وأقول: لعلهم يأتون بعد الصلاة، فأُحَضِرُ القهوة، وأرتب البيت، وأعد الحلوى، وأنتظرهم، وأرتقب دخولهم، لكن يمضي رمضان، ولا يأتي أحدٌ منهم.
وأقول: إنهم إخواني لا يمكن أن ينسوا أختهم، سيأتون في صبيحة العيد، ولا يمكن أن يتأخروا عن العيد، فهذا عيد التواصل والصلة، تهزني تكبيرات العيد، وتشعرني بالرحمة القادمة، وأقول لأولادي أخوالكم سيأتونكم بالعيدية، وأعود أنتقل من نافذة لنافذة لعلهم يأتون، ويمضي العيد بفرحته حزيناً، ثقيلاً كئيباً، ثم لا مُجيبَ ولا مُغيث، وتمضي المعذبة في شكواها وتقول: كنتُ أتذكر ونحن أطفالاً صغاراً كان الأب موجوداً، وكانت الأم موجودة، والرحمة موجودة، لكن يوم أن مات الأبُ، ورحلت الأم، رحل من يُحبنا من على وجه الأرض، ثم تقول:مسكينةأنا، يُعيرني زوجي بإخوتي العشرة، ويقول لي: من يسأل عنكِ؟! من يهتم بكِ؟ إنك لا تخطري على بالِ أحد منهم، وكلامه ذلك لا يجيبه مني إلا الدموع الحَرْقَى، وبداخلي ألمٌ نفسي رهيب.
تقول: أتنازل عن كثير من حقوقي الزوجية لأنني أعلم أنني إذا طُردت من البيت فليس هناك بيت يؤويني، ولا لقمة تكفيني، ثم تختم حديثها المحزون ببكاءِ ضعيف يشتكي ضعفه وبلواه، ومكسورٌ يَرْجُو جبر كسره وضعفه).
بالله عليكم لو تعلقت هذه المعذبة بحبال الدعاء، واللجاء إلى الله تعالى، كما تعلقت أمها الرحم لتدعو على هؤلاء الظلمة فماذا سيكون حالهم؟!إلى هذا الحد بلغ بنا، وبمجتمعاتنا، القطيعةُ والتباغض، والتهاجرُ والتحاسد، إلى هذا الحد والمقدار نال منَّا الشيطان مبلغه، فبلغ فينا حَظَهُ ونَصَيْبَهُ، فَقُطِّعَتِ الأرحام، وألقيت الرحمة في سُفْلٍ بعيد لا يُـنَال.
خطبة جمعه الرحم بين الصلة والقطيعة
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة t أن رسول الله r قال:« إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ؛ قَالَ: نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى؛ قَالَ: فَذَاكَ لَكِ »؛ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ]فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[[محمد:22-24] ».
عباد الله: صلةُ الرحم من أحب الأعمال إلى الله، وقطعُهَا من أبغضِهَا إليه سبحانه؛ سأل رجلٌ من خثعم رسولَ الله r فقال يا رسول الله: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال r:« الإيمان بالله»، قال: ثم مه؟ قال:«ثم صلة الرحم»، قال: ثم مه؟ قال:«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»؛ قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال:«الإشراك بالله»، قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال:«ثم قطيعة الرحم»، قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال:«الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف» أخرجه أبو يعلى في مسنده(12/229) بإسناد جيد, والمنذري في الترغيب والترهيب(3/336), وصححه الألباني فيه(2522).
أيها المسلمون: إن صلة الأراحم مأمور بها على مر الزمان وذلك لعظمها، فقد أُمر بها من سبقنا من الأمم، وأُخذ على بني إسرائل العهدَ والميثاقَ على ذلك، قال سبحانه: وَإِذْ أَخَـذْنَا مِيـثَاقَ بَنِي إِسْـرَائِيلَ لَا تَعْـبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْـسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَـتَامَى وَالْمَـسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّـاسِ حُـسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّـلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَـاةَ[[البقرة/83].


أيها المصدقون: لقد كان من صفات النبي r التي اصطفاه الله بعدها للرسالة هي صلته لرحمه، تقول أمُ المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - لما دخل عليه النبي r وهو فزعاً يرجف فؤاده مما أصابه في غار حراء، وقال لها:«لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي »، قالت لهSad كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ) أخرجه البخاري(3)، ومسلم(252).
وقد كان r يأمر بالصلة ويحث عليها، فقد جاء من حديث أبي سفيان t أنه لما سأله هرقل بم يأمركم؟ - أي النبي r - قال: يَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْصِّلَةِ وَالْعَفَافِ.
أيها المسلمون: إن صلة الأرحام من أعظم ما تُبنى به المجتمعات، ويَصْلُح أَمْرُهَا، ويَسْتَقِرُ لأَهلها العيشَ فيها، فهي من أسسات المجتمعات الناضجة الناجحة، وقِوَامُ ثَبَاتِهَا وقِيَمِهَا، فالمجتماعات المتكاملة المتكافلة لا تقوم إلا على الرحمة بين أفرادها، والتناصح والتآزر.
عباد الله: إن الرحم تنقسم إلى قسمين:
الأول: رحمٌ عامة، وهي: رحم الدين، قال الله U:]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[[الحجرات:10].
أما القسم الثاني: فهي الرحم الخاصة، وهي: رحم القرابة، القريبة والبعيدة، من جهتي الأبوين، ولكل من هذين النوعين حقوق ونوع صلة.
قال الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى -: (وبالجملة فالرحم على وجهين: عامة وخاصة:
فالعامة: رحم الدين، ويجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم والنصيحة لهم، وترك مُضٍَارتهم، والعدل بينهم، والنَّصفة في معاملتهم، والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المرضى، وحقوق الموتى من غسلهم، والصلاة عليهم، ودفنهم، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لهم.
وأما الرحم الخاصة: فهي رحمُ القرابة من طرفي الرجلِ أبيهِ وأمهِ، فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة، كالنفقة، وتفقد أحوالهم، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة، حتى إذا تزاحمت الحقوق بُدئ بالأقرب فالأقرب) الجامع لأحكام القرآن(16/247).
أيها المصدقون: إن صلة الأرحم من أسباب دخول الجنة بسلام، فعن عبد الله بن سلام t قال: قال النبي r:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» أخرجه أحمد (5/451)، والترمذي(2485)، وابن ماجه (3251) واللفظ له، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (456).
عباد الله: صلة الرحم محبة في الأهل، ومثـراة في المال، ومنسأة في الأثر، وبركة في الرزق، وتوفيق في الحياة، وعمارة للديار، وصلاح للأنفس والذرية، يَكتب الله بها العزة، وتمتلئ بها القلوب إجلالا وهيبة، يقول النبي r:«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » أخرجه البخاري(1961)، ومسلم(2557) واتفقا عليه من حديث أنس بن مالك t.
وقال r:« صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَارِ » أخرجه الإمام أحمد(6/159)، وابن أبي الدنيا في مكارم الخلاق(ص:72) من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، وصحح الألباني في الصحيحة(519).خطبة جمعه الرحم بين الصلة والقطيعة

أما القاطع - عباد الله - فمقطوعٌ عن الله ومحرومٌ من الجنة، قال r:« لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ »أخرجه البخاري(5638)، ومسلم(2556) من حديث جبير بن مطعم t.
وقد جاء من حديث عبدالله بن أبي أوفى t أن النبي r قال:« إِنَّ الرَّحَمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيْهُمْ قَاطِعُ رَحِم »أخرجه البخاري في الأدب المفرد(63)، وضعفه غير واحد من آخرهم الألباني في السلسلة الضعيفة(1456).
ويقول النبي r:«مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ في الآخِرَةِ: مِن الْبَغْي وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» أخرجه أبو داود(4902)، والترمذي(2511) من حديث أبي بكرة t،وصححه الألباني في السلسلة (918).
وكان ابن مسعود t جالسًا في حلقة بعد الصبح فقـالSadأنشد الله قاطع رحم لما قام عنا، فإنا نريد أن ندعوا ربنا وإن أبواب السماء مرتجة - أي مغلقة - دون قاطع رحم) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير(9/158).
فالقطيعة سبب للذلة، والصغار والتفرد، جالبة للهم والغم؛ قاطع الرحم: يشعر بقطيعة الله له مهما صادف من مظاهر التبجيل، بالقطيعة تتفكك العرى، وتنحل الروابط.
يقول الحسن البصري - رحمه الله تعالى -: (إذا أظهر الناس العلم، وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن، وتقاطعوا بالأرحام لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم).

خطبة جمعه الرحم بين الصلة والقطيعة

أيها الناس: لا يزال بعض الناسيتمسك بأقنعة غليظة من الحقد، والضغينة، ويتوارث أمراض القطيعة ويُوَرِّثُـهَا، وإننا لنعجب من رجل جاوز الستين من عمره يتفاخر بقولهSad لي كذا وكذا من السنين، أو من الأسابيع والأيام، لا أكلم أختي، أو لا أزور أخي، أو لا أدخل على عمي)، وعندما تسأل هذا الشقي، لما ذلك؟ فيجيبكSad لقد اختلفت معه على قطعة أرض)، أو ( لأنه سبني وشتمني )، أو ( لأنه لم يعطيني كذا وكذا )، فيا سبحان الله يمكث السنين والأيام وهو يصبح ويمسي في غضب الله، وعلى ماذا؟ على لُعاعة من لعاعات الدنيا يموت ويَتْرُكُها.
وآخر يوصي أولادهويقول لهمSad لا يدخل عمكم علي، ولا أراه، وسأكون غضباناً عليكم في قبري إن مشى عمكم فيجنازتي بعد أن أموت)؛ نعوذ بالله من هذه القلوب المريضة، وهذه النفوس السقيمة، صدورٌ ملئت بالحقد والضغينة فكيف تتلذذ وتنعم بالإيمان، وكيف تنشرح وتطمئن بالهداية والقرآن؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:]وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[[الرعد:25].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي لغفور رحيم.


خطبة جمعه الرحم بين الصلة والقطيعة





الخطبة الثانية

الحمد لله رفع منزلة الرحم وأَعَلَاها، وعاقب القاطع بالإبعاد والطرد، والصلاة والسلام على من لرحمه وصل، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا عباد الله:إن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب, وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة الإمام القرطبي، والقاضي عياض وغيرهما.الجامع لأحكام القرآن(5/6).
أما الرحم التي يجب أن توصل - عباد الله - فقد اختلف أهل العلم فيه على أقوال ثلاثة لعلَّ الأقرب منها: أن الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك، هو من الأرحام الذين تجب صلتهم.
وعلى هذا القول فالأرحام هم: الوالدان ووالديهم وإن علو، والأولادُ وأولادُهم وإن نزلوا, والإخوةُ وأولادُهم والأخواتُ وأولادُهن, والأعمامُ والعمات، والأخوالُ والخالات، وأولادُ العم، وأولادُ العمة، وأولادُ الخال، وأولادُ الخالة، وكلُّ هؤلاء يدخلون تحت مسمى الأرحام.
فكل من يمت إليك بصلة نسب أو قرابة فهو رحم، وكلما كان أقرب كان حقه ألزم وأوجـب.
ورحمُ الإنسان هم أولى النـاس بالرعاية، وأحقهمْ بالعناية، وأجدرهمْ بالإكرام والحماية، وأساس التواصل هو: التوادُ والتراحمُ، وإذا فُـقِد ذلك تقطعت الأوصال.
فصلة الرحم تعني: الإحسانُ إلى الأقربين، وإيصالُ ما أمكن من الخير إليهم، ودفعُ ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني: عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل: بل هي الإساءة إليهم.
أما كيفية التواصل: فإنها تتنوع كَيْفِيَاتُهَا، فهذا تجب صلتُه كل يوم، وهذا كلَّ أسبوع، وهذا كل شهر، وهذا في المناسبات وهكذا.
أيها الراكع الساجد: قد تكون أنت ممن يصل الرحم لكنك تجدُ منهم الصد والرد، والقطيعة والإساءة، فلتعلم أيها الواصل الصادق: أنه ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمُهُ وصلها، كما قال ذلك النبي r كما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -؛ إذن لا تُشترط المقابلة في الزيارة،أن يزوروك وتزورهم، إنما يجب عليك أن تفعل ما يجب عليك فعله، ولا تنتظر من أحد أن يُقابل جميلك بجميل،ومن عصى الله فينا أطعنا الله فيه، فإن مقابلة الإحسان بالإحسان مكافئة ومجازأة، ولكن الواصل من يتفضل على صاحبه ولو أساء إليه.
عن أبي هريرة t أنَّ رجلاً قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ؛ فَقَالَ r:« لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ » أخرجه مسلم(2558)، والْمَلُّSad هو الرماد الحار) شرح مسلم للنووي(16/115).
عباد الله:إن لحسن الخلق تأثيراً في الصلة،وله أثر عظيم فيها، فتعاهد أقاربك،أكرم كريمهم،وعد سقيمهم، ويسر على معسرهم، ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك.
عباد الله: صلوا أرحامكم، وقدموا لهم الخير ولو جفوا، وصلُوهم وإن قطعوا، يُـدِمِ الله عليكم بركاته، ويـبسط لكم في أرزاقكم، ويبارك لكم في أعمالكم، قال U:]وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[[الأنفال:75].
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون للأرحام قاطعين، وفي الأرض من المفسدين.
ألا وصلوا - عباد الله - على خير البرية أجمعين، ورسولِ رب العالمين، إذ أمركم بذلك ربكم U بقوله:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[[الأحزاب:56].

خطبة جمعه الرحم بين الصلة والقطيعة

اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأماجد الأخيار، المهاجرين منهم والأنصار، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر العشـرة المبـشرين بالجنة، والصحابة أجمعين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إمامًا.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفرَ والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا تشمت بنا أعداءً ولا حاقدين، واجعلنا من أوليائك الصادقين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم يا رب العالمين أحفظنَا وبلادنَا وبلادَ المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم جنبنا الزلازل والمحن، والآفات والنقم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم ثبت أقدامهم، ووحد صفوفهم، وسدد رميهم، وأحفظ قادتهم، وكن لهم مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يُعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة جمعه صلة الرحم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ ابن باز رحمه الله عن صلة الرحم
» حكم قول جمعه مباركه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى خاص بالبحوث الدينيه :: المنتديات الشرعيه :: القسم الشرعي العام-
انتقل الى: