بسم الله
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر" صحيح مسلم
الشرح بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( يلبسون الشعر ، ويمشون في الشعر ) معناه ينتعلون الشعر كما صرح به في الرواية الأخرى ( نعالهم الشعر ) وقد وجدوا في زماننا هكذا ،
وفي الرواية الأخرى ( حمر الوجوه ) أي بيض الوجوه مشوبة بحمرة .
وفي هذه الرواية ( صغار الأعين ) وهذه كلها معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم : صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف الآنف ، عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، ينتعلون الشعر فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات ، وقتالهم الآن ،
ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم ، وسائر أحوالهم ، وإدامة اللطف بهم والحماية ، وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
الترك (التتر والمغول)مم لا شكل فيه ولا خلاف بين المؤرخين أن التتر هم قبائل تركية وهم جزء لا يتجزأ من الأمة التركية يتكلمون اللغة التركية، قسم منهم شكلوا دولة مستقلة تسمى تترستان في جبال الآورال ورد ذكرهم في نقوش الأرخون (بضم الألف مع الهمزة وضم الخاء) التركية التي ترجع إلى القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، كما أطلق هذا الاسم على المغول عامة أو على فريق منهم خاصة.
وفي جميع الفتوحات المغولية التي وقعت في القرن السابع الهجري كان الفاتحون يسمون التتر في كل مكان نزلوا فيه، سواء أكان في الصين أم في البلاد الإسلامية أم في بلاد روسيا وغرب أوروبا.
صورة لرجل مغولي يرمي بالقوس لاحظ حمرة وجهه
ويسمى ابن الأثير جنكيز خان التتري، وهم التتر الأوائل.
ولم يظهر اسم المغول على صفحات التاريخ حتى القرن الرابع الهجري(العاشر الميلادي). ومن المرجح أنه أطلق على تلك العشائر التي انضوت تحت لواء زعيم إحدى قبائلهم كان يحمل ذلك الاسم. ثم بسط ذلك الزعيم سلطانه على سائر العشائر المتحالفة، ومن ثم أطلق عليهم اسم المغول من باب إطلاق اسم البعض على الكل.
وقد استبدلت كلمة تتر بعد جنكيزخان في بلاد منغوليا وأواسط آسيا بكلمة مغل(بضم الميم والغين)، ولا يزال هذا اللقب مستعملاً إلى اليوم في بلاد الأفغان بين أعقاب المغول الذين لا يزالون يحتفظون بلغتهم حتى الآن.
وقد أدخل جنكيز خان تلك التسمية رسمياً في بلاده، على أن كلمة Mongol لم تسد قط في معظم البقاع الغربية)(1).
أما الأتراك الذين يعيشون في الأناضول أو آسيا الصغرى (الجمهورية التركية حاليا) فهم بقايا هجرات بعض القبائل التركية في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي والذين هاجروا من بلاد الترك الممتدة من هضبة منغوليا، وشمال الصين شرقاً إلى بحر الخزر (بحر قزوين) غرباً والتي تسمى حاليا (تركستان)، لأسباب اقتصادية كالحاجة إلى الكلأ والمراعي أو بسبب خلافاتهم مع قبائل تركية أخرى حدث بينهم خلافات معها (الدولة العثمانية الدكتور علي الصلابي).
لغة المغول : يتكلم المغول اللغة المغولية والتي لها نفس أصول اللغة التركية وتنتمي تنتميان إلى عائلة اللغات التي تسمى .Altaic
وبعض علماء اللغات يرى أن اللغة المغولية هي جزء من اللغات التركية وذلك للتشابه فيما بينها.
الخلاصة : المهم من الصعب الفصل بين التتار والمغول فإما هم من أصول تركية وهو الرأي الراجح أو أنهم انصهروا أيام جنكيزخان وأصبحوا امة واحدة نتيجة توحيد القبائل التترية والمغولية.
والله أعلم