بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ
لاحظت اختفاء أشياء في بيتي في فترات متباعدة ، وكنت أشك في هذا الأمر حتى أيقنت تماماً أن في البيت جن ـ وقانا الله شرهم وأذيتهم ـ وسبب هذا التيقن أن ولدي كان يلعب بالكرة فترة الظهر في صالة البيت فلما أذن المؤذن لصلاة العصر ذهبت لأصلي فلما رجعت للبيت وجدت ولدي يبحث عن الكرة ، فبحثت معه عن الكرة في كل مكان في البيت الصغير المكون من ـ خمسة غرف ـ بحثنا عنها في كل مكان لمدة طويلة فلم نجد أي أثر عليها ، وبعدها رجعت بالذاكرة للوراء قليلاً فاكتشفت لعبة كنت أحضرتها لولدي فقدتها أيضاً ، حينها أيقنت أن في البيت جن
والآن :
1) ماذا علي أن أعمل تجاه ما يحصل ؟
2) كيف أتخلص منهم فيرحلوا من بيتي ؟
3) ما رأيك بجهاز التسجيل إذا كان يصدح بسورة البقرة في البيت ، هل يكفي؟
4) ثم هل يجوز أن أكذب على زوجتي وأقول لها : أنني عثرت على الكرة ورميت بها حتى لايزداد خوفها الشديد ؟
5) وهل صحيح أن الجن إذا شاهدونا ونحن نخاف منهم تجرؤوا علينا أكثر ؟
ملاحظة لاحظتها وجديرة بالتأمل :
وأنا أفكر في المفقود تذكرت أن الكرة مرسوم عليها صورة أشباح ، وأما السيارة ففيها صور كرتونية !!
جزاكم الله خيراً ونفع بكم ..
الجواب :
وجزاك الله خيرا
وأعانك الله .
أولاً : عليك بإخراج صُور ذوات الأرواح من بيتك ،سواء ما كان في صُحف ومجلاّت ، أو كان في شاشات وقنوات ساقطة .
وعليك منع الغناء في بيتك – إن كان يسمع فيه – .
ثانيا : عليك بقراءة سورة البقرة كاملة في البيت وعلى مدى ثلاثة أيام ، فإنها تُخرج ما فيه من الشياطين .
ثالثا : إذا دخلتَ بيتك فاذكُر اسم الله ، وإذا أردت أن تُغلق باب بيتك فذاكُر اسم الله ، وإذا أردت أن ت:ل فاذكُر اسم الله .
قال عليه الصلاة والسلام : إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوْكُوا قِربكم واذكروا اسم الله ، وخَمِّرُوا آنيتكم واذكروا اسم الله ، ولو أن تَعْرِضُوا عليها شيئا ، وأطفؤا مصابيحكم . رواه البخاري ومسلم .
ولا تَكْذِب على زوجتك كَذِبا صريحا ، بل استعمل أسلوب التورية والتعريض .
والجن إذا رأت من بني آدم خوفا زادوهم خوفا وهَلَعا .
قال تعالى : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
.......................................................................................................
من المعلوم أن الجن والإنس من مخلوقات الله تعالى، وأمرهم بالعبادة في قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56]، سؤالي: هل الجن يؤذون الإنس؟ وكيف؟ وبأي طريقة؟ وما أعراض الشخص المصاب؟ وكيف الشفاء إذا وقع؟
الجن ثَقَلٌ عظيم، خلقهم الله لعبادته، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، والصحيح أنهم أولاد إبليس، يقال لهم الجن، فهو أبوهم كما أن آدم هو أبو الإنس، وهم فيهم الكافر وفيهم المسلم وفيهم العاصي مثل بني آدم، فيهم الطيب والخبيث والله كلفهم بعبادته وطاعته، وفرض عليهم فرائض، فالواجب عليهم أن يسمعوا ويطيعوا وأن ينقادوا لأمر الله وأن يعظموا حرماته، وهم أصناف وأشكال يأكلون ويشربون، وينكحون ويتناسلون، وهم أصناف وأشكال، وقد يؤذون بني آدم كما يؤذي بني آدم بعضهم بعضاً، قد يؤذي الجن والإنس في بعض الأحيان بالحجارة أو بشب النار في بعض أمتعتهم، أو بالكلام المزعج أو بغير ذلك، وقد يؤذون أيضاً بتلبس الجني بالإنسي، والغالب أن يكون ذلك بأسباب، بأسباب من الإنس، إما بطرح شيء ثقيل ولم يسمِّ، أو صب ماء حار ولم يسم أو ما أشبه ذلك مما قد يؤذيهم، فيستضرون بسبب الأذى الذي حصل من الإنسي فيتلبس به الجني، ولكن متى قرئ عليه من آيات الله جل وعلا الكريمة وطولب بخروج، وخوف من الله سبحانه وتعالى، وقرأ عليه من لديه قوة في دين الله وإيمان قوي فإنه يخرج إذا كان فيه دين، إذا كان فيه خير، يخرج ويتعظ ويتذكر، وقد لا يخرج إذا كان فاسقاً أو كافراً مثل فسقة الإنس قد يظلمون وتعدون ولا يبالون بالنصيحة، لكفرهم أو لفسقهم، فهم كالإنس فيهم الفاسق وفيهم السارق وفيهم الظالم وفيهم الطيب وفيهم الخبيث والله شرع لنا أن نتقي شرهم بالتعوذات فالإنسان مشروع له أن يقول صباح مساء أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباح ومساء كل هذا من أسباب السلامة من الجن والإنس كذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وقراءتها عند النوم هذه من أسباب حفظ الله له من الشياطين وهكذا قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة وقراءتها ثلاث مرات بعد المغرب والفجر كل هذا من أسباب السلامة من شياطين الإنس والجن والمؤمن ينبغي له أن بعيداً عن أسباب الأذى للإنس والجن جميعاًَ ومن كان معتصماً بالله آخذاً بالأسباب الشرعية وقاه الله شر الإنس والجن جميعاً ومن تساهل فقد يسلط عليه الإنس والجن بسبب تساهله أو عدوانه أو ظلمه نسأل الله السلامة.
بن باز رحمه الله
...............................................................................................
و﴿عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عفريتاً من الجن تفلَّت علي البارحة أو قال كلمة نحوها ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي﴾ صحيح البخاري
والله أعلم