إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }
أما بعد ... فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
بسم الله
صفة التسبيح
لا شك أن عقد التسبيح بالأصابع أفضل وأكمل، بل هو السنة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم.
قال المجد بن تيمية في “المنتقى”[1]: عن يُسَيْرة ـ وكانت من المهاجرات ـ قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عليكن بالتهليل، والتسبيح، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل؛ فإنهن مسئولات مستنطقات)). رواه أحمد والترمذي وأبو داود[2].
وقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه، والنسائي، والحاكم وصححه[6] عن ابن عمروا أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح. زاد في رواية لأبي داود وغيره: بيمينه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم[7].
فالسنة عقد التسبيح بالأنامل لقوله صلى الله عليه وسلم : واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات. رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما.
والمقصود بالعقد العد،
وأما كيفية ذلك فلم نقف على دليل صحيح يبين ذلك ومن عد بوضع طرف الإبهام على أنامل الأصابع الأخرى فقد عد بالأنامل، ومن وضع أطراف الأنامل على الكف فقد عد أيضا بها.
قال ابن علان رحمه الله: يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل أو بجملة الأصابع. قال: والعقد بالمفاصل أن يضع إبهامه في كل ذكر على مفصل، والعقد بالأصابع أن يعقدها ثم يفتحها وفي شرح المشكاة العقد هنا بما يتعارفه الناس. فالأمر في ذلك واسع.
والتسبيح باليد اليمنى واليسرى كلاهما جائز، وإنما الخلاف في أيهما أفضل هل هو الاقتصار على اليمنى دون اليسرى أم الأفضل بهما معا لتشهد له الجميع والذي رجحناه في الفتوى رقم:11829، هو الاقتصار على اليمنى لورود الحديث بذلك.
وعد التسبيح باليد ونحوها يكون لما له عدد قل أو أو كثر لتشهد للمسبح عند الله وفي الموسوعة الفقهية: والتكرار لعدد محدود يقتضي عد الذكر بشيء يحسبه به.
والله أعلم.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
عن عد التسبيح هل يكون باليد اليمنى فقط ؟ .
فأجاب :
السنَّة أن يسبِّح باليمنى ؛ لأن هذا هو ما رواه أبو داود من أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كان يعقد التسبيح بيمينه ) ، ولكن لا ينبغي التشديد في هذا الأمر بحيث يُنكَر على من يسبِّح بكلتا يديه ، بل نقول : إن السنَّة أن تقتصر على اليمين ؛ لأن هذا هو الذي ورد عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولأن ذلك أفضل وأكمل ؛ لأن اليمين تقدم في الأمور المحمودة ، واليسرى في الأمور الأخرى .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 13 / 243 ) .
التسبيح بعد الصلاة باليمين من مسائل الخلاف المشتهرة ، وخاصة بين العلماء المعاصرين ، ويمكن حصر الأقوال في المسألة في ثلاثة أقوال :
الأول : أن السنَّة التسبيح باليمنى ، ولا يجوز التسبيح معها باليسرى .
وهو قول الشيخ الألباني رحمه الله .
الثاني : أن السنَّة التسبيح باليدين ، وعدم اقتصار التسبيح على اليمنى .
وهو قول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله .
الثالث : أن الأفضل التسبيح باليمنى ، وجواز التسبيح معها باليسرى .
وهو قول علماء اللجنة الدائمة .
لمن يريد المزيد يدخل هنا
http://islamqa.info/ar/ref/139662والحمد لله رب العالمين أسأل الله تعالى أن يسددنا وأن يأيدنا وأن ينفعنا وأن ينفع بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.