أما بعد فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما وصل إليه حال المسلمين من ردة في الأخلاق وانقلاب في المفاهيم، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن؟. رواه البخاري.
ومشاهدة هذه الأفلام تؤدي إلى قساوة القلب والغفلة عن الله تعالى وعن ذكره، ومن ثم يأتي ارتكاب الفواحش العظمى، لذلك فحكمها التحريم فلا يجوز النظر إلى هذه الأفلام ولا إدخالها البيوت حيث إن الله تعالى أمر بغض الأبصار وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ العورات إلا من الأزواج وملك اليمين. قال صلى الله عليه وسلم: "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك" رواه الترمذي.
قال الإمامُ أبو حَامِدٍ الغَزَالِيُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في«الإحيَاءِ»:"زِنَا العَينِ–أي:النَّظَرُ- مِن كَبَائِرِ الصغَائِر وَهُو يُؤدِّي إلى القُربِ عَلَى الكبيرةِ الفَاحِشَةِ وَهِي زِنَا الفَرجِ، وَمَن لمَ يَقدِر عَلَى غَضِّ بَصَرِه لم يَقدِر عَلَى حِفظِ فَرجِهِ"وقول أبي حامد:"مِن كَبَائِرِ الصغَائِر"إذا لم يكن فاعلُه مُصِرَّاً عليه فَقد قَالُوا:لا صَغيرَةَ مع الإصرارٍ0
ومنِ اطَّلع على مثل هذِه الأفلام، فلْيُبادِرْ بِالتَّوبة إلى الله - تعالى قبل فوان الاوان قبل ان تشخص العينان وييبس اللسان
" اذكر الموت و لا ارهبه أن قلبي غليظ كالحجر اطلب الدنيا كأني خالد و ورائي الموت يقفو الأثر و كفى بالموت واعظا لمن الموت عليه قد قدر و المنايا حوله ترصده ليس ينجى المرء منهن مفر.."
يانفس توبي فإن الـموت قد حانـا *** واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
ياراكضـاً في ميادين الهوى مرحـاً *** ورافـلاً في ثيـاب الغـي نشـوانـا
مضـى الزمان وولى العمر في لعـب *** يكفـيك ماقد مضى قد كان ما كانـا والحمد لله رب العالمين أسأل الله تعالى أن يسددنا وأن يأيدنا وأن ينفعنا وأن ينفع بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. والصلاة والسلام على من لانبي بعده >>>