الخير في الاتباع والشر في الابتداع

بسم الله


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }

أما بعد ... فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،


قال الله تعالى:
(قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى)"النمل 59"
قال ابن عباس: (الذين اصطفى هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم )."تفسير جامع البيان/ 20/2"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-
(طائفة من السلف، هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم )
"منهاج السنة 1/156"
هؤلاء رجال صدقوا ماعاهدوا الله اصطفاهم الله لصحبة نبيه لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق .
اختارهم الله لإقامة دينه وإتباع أوامره واجتناب نواهيه وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بطاعته وطاعة رسوله ولآخذ بما جاءبه صلى الله عليه وسلم واجتناب ما نها عنه .
وقال تعالى
(أطيعوا الله والرسولَ لعلكم تُرحمون)"ال عمران"132
(وما ءاتاكم الرسول فحذوه وما نهاكم عنه فنتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب )"الحشر أية 7".
وحذر الله سبحانه وتعالى من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم.
حيث قال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور:63)...
وجاء الإسلام يحذر من البدع والأهواء ويأمر بالإتباع .
قال تعالى: (إنّ الله ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)"ال عمران 51"
(وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون)"الإنعام 153"
فالصراط المستقيم هو سبيل الله الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ونهى الله سبحانه عن إتباع السبل التي تضل عن سبيله وهذه وصية الله ورسوله إلى العباد .
كما بين لنا رسولنا الكريم عندما اخبر عن افتراق الأمة وخط خط مستقيم وعن يمينه وشماله خطوط وتلا تلك الآية.
قال صلى الله عليه وسلم: (من رغم عن سنتي فليس مني)"رواه البخاري ومسلم".
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (عليكم بالاستقامة والأثر،وإياكم والتبدع)"ابن وضاح 11/54"
وقال ابن عمر رضي الله عنه: (كل بدعة ضلاله وان رآها الناس حسنه)"أخرجه اللالكائي في شرح السنة (126)"
وقال تعالى
(قل أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ، فإن تولّوا فإنّما عليه ما حُمّل وعليكم ما حُمّلتم، وإن تطيعوه
تهتدوا وما على الرسولِ إلاّ البلاغ المبين، وعد اللهُ الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفّنهم
في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليُمكّننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليُبدّلنّهم من
بعد خوفهم أمناً، يعبدونني لا يُشركون بي شيئا، ومَن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون،)"54 55"
هذه وصية الله ورسوله فقد اخذوا بها الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وتابع التابعين والذين اتبعوهم بإحسان فقد دافعوا عن السنة بالحجة والبرهان في محياهم وهاهي كتبهم ومؤلفاتهم تشهد لهم بذالك حتى يومنا هذا .
وحفظ الله علمائنا ومشايخنا مجددي هذا العصر الذي كثرة فيه مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم واتبعوا البدع والأهواء والأحزاب التي سلكت السبل وأضلها الله عن سبيله المنير بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة منهم من تبع سنة النصارى بجهله وترك العلم واتبع هواه مستند على الخرافات وإيحاء الشياطين له ويصفها بالبركات الله المستعان.
ومنهم من تبعهم في أعيادهم مثل المولد، ورأس السنة وغيرها من السنن.
كما طلب القوم من رسول الله اجعل لنا ذات أنواط(شجرة كانت للمشركين).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله اكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا ألها كما لهم إلهة ،قال إنكم قوم تجهلون أنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم)."صحيح سنن الترمذي(2180)بتحقيق المحدث الألباني رحمه الله"
وقال صلى الله عليه وسلم:
لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.
قالوا: اليهود والنصارى ؟
قال: فمن
وهاهي السنن التي اخبر عنها الرسول صلوات ربي عليه نراها في عصرنا هذا عند أصحاب الأهواء.

قال تعالى:
(فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين)"القصص 50"

وأخر دعوانا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

والحمد لله رب العالمين أسأل الله تعالى أن يسددنا وأن يأيدنا وأن ينفعنا وأن ينفع بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام خير ختام
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلاأنت أستغفرك وأتوب إليك