بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) وقال تعالى( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) .
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
ذكر أهل العلم أن في طريق العبد إلى دار الخلود سبع عقبات يريد الشيطان أن يظفر به في واحدة منها :-
1- عقبة الكفر بالله وصفاته ولقائه ؛ فإن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته ، وإن نجا منها بالإيمان التام بما ورد في الكتاب والسنة من صفات الله وأفعاله ووعده ووعيده طلبه في الثانية !
2- عقبة البدعة ؛ إما باعتقاد خلاف الحق ، وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله ، وهما في الغالب متلازمتان قبل أن تنفك إحداهما عن الأخرى ! وهذه العقبة أحب إليه مما بعدها ؛ لما فيها من القول على الله بلا علم ، نفيا و إثباتا ، وتصديقا وتكذيبا ، واعتبارا وإلغاء ، وفتح الباب لتبديل الدين جملة ، ولأن صاحبها لايتوب غالبا ، بل يدعو الخلق إليها ، ويعادي السنة وأهلها ! فإن نجا منهما بنور السنة ، وتجريد المتابعة ، واقتفاء آثار السلف طلبه في الثالثة !
3- عقبة الكبائر ؛ وهي كل مافيه وعيد خاص في الدنيا أوفي الآخرة ؛ كالعقوق والربا والزنا والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم . فإن ظفر به في هذه العقبة زينها له وفتح له باب التسويف أوالإرجاء وأنه لايضر مع التوحيد ذنب كما لاينفع مع الكفر طاعة ! فإن نجا بتوبة صادقة طلبه في الرابعة !
4- عقبة الصغائر ؛ وهي مادون الحدين ؛ أو اللمم أو محقرات الذنوب ، فلا يزال يهون عليه أمرها حتى تجتمع على العبد فتهلكه ! فإن نجا منها بالتحفظ والتحرز أو التوبة والاستغفار أوالحسنات الماحية طلبه عدوه الأكبر في الخامسة !
5- عقبة المباحات ؛ فيشغله بها عن الاستكثار من الطاعات ، حتى تفوته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية ! فإن نجا ببصيرة تامة يعرف بها قدر الاستكثار من الطاعة طلبه في السادسة !
6- عقبة الأعمال المرجوحة ؛ فيشغله بالمفضول عن الفاضل ، وبالمرجوح عن الأرجح ؛ لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسير كماله وفضله !
فإن نجا منها بفقه في مراتب الأعمال ومعرفة بمقاديرها طلبه في آخر العقبات !
7- عقبة الأذى ؛ فيسلط عليه جنده وحزبه بأنواع الأذى بحسب مرتبته في الخير ، وكلما علت مرتبته أجلب عليه عدوه الأكبر بخيله ورجله ! وهذه العقبة لابد منها ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه !!
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
والسلام خير ختام