الدابه...خبرها...وصفها
قال تعالىوَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ( الآية 82 من سورة النمل.
آية وقفت عندها كثيرا! ومنذ زمن متأملة لمعانيها ! متخيلة موقف هؤلاء الكفار المشككين بآيات الله تعالى، كيف سيقع عليهم العذاب، وكيف ستميزهم دابة الأرض عن المؤمنين ! بعد أن يغلق باب التوبة ولا ينفع الكافر إيمانه بعد أن رأى ظهور هذه الدابة كحق اليقين!
لذا أحبتي ! قررت أن أكتب هذه المقالة عسى أن تكون للمشككين في هذه الآية بمثابة عين اليقين ، من خلال ثلاث إشارات علمية منطقية عقلية تؤكد إمكانية ظهور الدابة وبالمواصفات التي ذكرها الرسول المصطفى بأحاديثه الشريفة الذي لا ينطق عن الهوى وإنما هو وحي يوحى .
علما أن هذه المقالة مجرد خواطر وتأملات ! أما تأويل الأمر وصيرورته وأحداثه وتفصيلاته وحيثياته فمتروك لحين ظهور دابة الأرض، قال تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ) (7) سورة آل عمران.
وسأبين تلك الإشارات من خلال الربط
1- بين هذه الآية الكريمة والأحاديث الشريفة المفسرة لها لنبين إن (الدابة تتكلم وشكلها غريب يجمع بين عدة حيوانات وتميز بين المؤمن والكافر)
2- وبين البحوث العلمية والتجارب في مجال المورثات والجينات والاستنساخ لنتوصل إلى (إمكانية تكلم الحيوان بكلام بشر وجود حيوانات مهجنة حيوانيا وبأشكال غريبة )
3- وبين جهاز كيرليان (لقياس الموجات الكهرومغناطيسية والهالات البشرية)لنوضح كيف توصل العلم إلى(إمكانية التمييز بين المجرم وذو الأخلاق الحسنة من خلال لون الهالة)
وقفة لابد منها!
إخوتي في الله؟ قبل الإبحار في المقالة أحب أن أوضح لكم أمرا بغاية الأهمية في هذا الموضوع ! وليكن بمثابة رفع شراع القارب وتثبيته جيدا قبل الإقلاع ! منعا من تأثير تلاطم الأمواج (وربما الأعاصير) التي ستواجهني في هذه الرحلة من قبل هؤلاء المشككين والمتفرغين للنقد والتدليس لديننا العظيم !
فلنبحر معا في قارب هذه المقالة..........................!
إن ما توصل إليه العلم الحديث مجرد إشارة إلى قبول الفكرة عقليا وعلميا ومنطقيا لدى الغرب!
وهذا لا يعني أبدا أن هذه الدابة ستخرج من مخابرهم العلمية ! لأن الله سبحانه وتعالى سيخرجها (أَخْرَجْنَا لَهُمْ ).
(دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ )ولنقف قليلا عند هذه الكلمة من الأرض!!
الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء،ألم يخلق سيدنا آدم من غير والد ؟ و ناقة سيدنا صالح ؟ و ثعبان سيدنا موسى ؟ وهذا ما سيكون مع تلك الدابة ! قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة الملك (67)
كلمة من الأرض تبين لنا عدم وجود أصل أبوي للدابة فهي مخلوق أرضي غير بشري (ليس من نسل آدم)، و الله أعلم بخلقته وهيئته. ولا أظن هذا المخلوق ( الدابة) من جنس أي مخلوق أرضي كسائر الحيوانات المعروفة من دواب وطيور وأسماك وغيره. وإنما مخلوق فريد لا ينتمي لأي نوع أرضي معروف.
تفسير الآية من خلال الأحاديث الشريفة
لقد ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثة إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا :طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض" ورد هذا الحديث في باب الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال ( تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير فيقول ممن اشتريته ؟ فيقول: من أحد المخطيين ) رواه أحمد.
وهناك أحبتي الكثير من الأحاديث الشريفة التي تكلمت عن صفات الدابة ومكان خروجها ،ولن أذكرها جميعها في هذه المقالة وسأترك موضوع تمحيص الأحاديث الشريفة لكم و لذوي الاختصاص.
وسأكتفي بعموم شرح ابن كثير والقرطبي والجلالين وهي أنها دابة غريبة الشكل لا تشبه حيوانا محددا وإنما لها صفات أكثر من حيوان والله أعلم بشكلها ومكان خروجها وزمن خروجها وأنها تستطيع الكلام (كلام البشر أو التجريح بمعنى الوسم على الوجه )لتميز بين الكافر والمؤمن، والله أعلم.
الذي يؤيد أن هذه الدابة تنطق وتخاطب الناس بكلام يسمعونه ويفهمونه هو أنه جاء ذكرها في سورة النمل وهذه السورة فيها مشاهد وأحاديث بين طائفة من الحشرات والطير والجن وسليمان عليه السلام فجاء ذكر الدابة وتكليمها للناس متناسقا مع مشاهد السورة وجوها العام.
لننظر معا في هذه الآيات التالية المباشرة لآية الدابة ! ولنتمعن تسلسل الأفكار فيها:
قال تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) النمل {83}ذلك الفوج هو فوج المكذبين و المشككين بالقرآن والسنة من كل أمة.
حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )النمل{84}لا يحق لهم التكذيب بآيات الله دون التدبر و الإحاطة بها من الناحية العلمية.
(وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ )النمل{85} هؤلاء المشككين ظلموا أنفسهم بافترائهم على القرآن لذلك استحقوا وقوع العذاب عليهم.
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) النمل}86{علينا أن نحمد الله تعالى أنه كل مدة يظهر لنا آية من آياته لنتعرف إليها وتكون بمثابة تثبيت ايماني لكل ضعيف الايمان ولكل مشكك وملحد.
التمييز بين المؤمن والكافر في القرآن والسنة
أعزائي ! هناك اشارة دينية أخرى من القرآن والسنة لا أعرف إن كنتم توافقونني عليها؟ فالدابة ستميز بين المؤمن والكافر بطريقة اختارها الله لها لا يعلمها إلا الله !
وسأذكر هنا ما جاء في باب التمييز بين المؤمنين والكفار يوم القيامة.
وفي هذه الأحاديث يوضح الرسول المصطفى أن نور المؤمنين الذين صبروا على البلاء في الدنيا كنور الشمس وأن هذا النور هو ما سيميز بينهم ! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ! هل بهذه الطريقة ستميز بيننا تلك الدابة ؟أما الجواب كما قلنا سابقا !الله أعلم ! وما هذا الطرح إلا اشارة لتلك العقول المتحجرة التي ترفض وجود الدابة !
عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: "إِنِّي لأَعْرِفُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأُُمَمِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ؟، قَالَ: َأعْرِفُهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ" (مسند الإمام أحمد، برقم: 20745
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: "سَيَأْتِي أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَضَوْءِ الشَّمْسِ، قُلْنَا: مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، فَقَالَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ" (مسند الإمام أحمد، برقم: 6363( .
لإشارات العلمية التي تتفق مع ظهور دابة الأرض
لا تعجبوا إخوتي الأعزاء! إذا علمتَم بأن القرآن قد تحدث عن هذه المعلومات الجديدة التي هي محل اعتقاد معظم علماء اليوم. فقد رأينا في المعلومات السابقة عدداً من النتائج التي وصل إليها العلماء بنتيجة اكتشافاتهم الجديدة، ويمكن تلخيصها بعدة إشارات:
1- يتحدث العلماء عن وجود حيوانات غريبة الشكل لا نتوقع وجودها ولا نتصورها وأنه من الناحية العلمية يمكن تهجين حيوانات وأخرى حيوانية حيوانية وهذا إشارة إلى تقبل العقل الغربي العلماني لإمكانية ظهور دابة (حيوان) بشكل غريب لها مواصفات عدة حيوانات من حيث الشكل والمظهر.
2- يعتقد العلماء أنه يمكن للحيوان أن يتكلم كلام بشر من خلال نقل هرمون بشري معين له وهذا إشارة لتقبل الغربيين المشككين لإمكانية ظهور دابة (حيوان) يتكلم كلام بشر.
3- اخترع العلماء جهاز يقيس الهالات البشرية (الموجات الكهرطيسية والذبذبات التي يبثها الإنسان ) والتي يتغير لونها حسب الحالة الأخلاقية والنفسية والسلوكية للانسان ، مما مكنهم التمييز بين المجرم والصالح بالتجريب حسب لون الهالة، وهذا إشارة إلى أنهم تقبلوا فكرة التمييز بين المجرم والصالح من جهاز اخترعه الإنسان فكيف بخالق الإنسان إن خلق دابة تميز بين الكافر والمؤمن ؟
ومع كل هذه الإشارات لا يسعني إلا أن أقول سبحان الله العليم الخبير ! فقد شاءت حكمته تعالى أن تتم هذه الأبحاث وبهذه الصورة وبما لا يخرج عن نطاق إذنه عز وجل لتكون إشارة لظهور تلك الدابة ليهدي بها من يشاء من عباده.
وهنا تتجلى عظمة معجزة القرآن حيث إن الله تعالى قد جعل العلماء يكتشفون أشياء تؤكد لهم أن ظهور حيوان له مواصفات غريبة وينطق كالبشر ويمكنه التمييز بين الكافر والمؤمن أمر صحيح ومنطقي وعلمي وغير مستبعد.
وأخيرا هذه دعوة لكل ملحد ومشكك بكلام الله................... !
دعوة تأمل و تدبر لكلام الله تعالى وللإحاطة به علما كما طلب منا الغفورالتواب قبل وقوع القول عليكم وخروج تلك الدابة في زمن لا يقبل فيه الايمان! ومن يدري ربما هذا الزمان ليس ببعيد فما توصل إليه العلم ليس إلا تنبيه لنا باقتراب ذلك الزمان ........................!!
وأختم بقول الله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
المراجع
القرآن الكريم
صحيح مسلم والبخاري
تفسير ابن كثير والقرطبي والجلالين
كتاب رحلة عبر الطاقة (أيمن خلف)
كتاب مبادئ العلاج بالطاقة الحيوية (عبد التواب عبد الله حسين)
مقالة بجريدة الجارديان الانجليزية يوم 16-3-2005 بعنوان " هل أنت إنسان أم فأر؟"
مقالة في الإنترنيت للكاتب ( محمد خالد الكيلاني)
كتاب الحقل البيولوجي المعالج (ي. أ . تريباكوف)
والسلام خير ختام
سبحانك اللهم وبحمدك لاإله إلاأنت أستغفرك وأتوب إليك